قهوة حبشي > مراجعات رواية قهوة حبشي > مراجعة BookHunter MُHَMَD

قهوة حبشي - كمال رحيم
تحميل الكتاب

قهوة حبشي

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

القراءة الثانية لكمال رحيم و قد قررت منذ القراءة الأولى أن أقرأ كل ما كتب و ترك لنا بعد رحيله القريب فمن ترك كل هذا الجمال لم و لن يرحل أبدا

رواية عن الخذلان

عن مجتمع متلون

عن اطلاق الأحكام على الغير دون النظر في المرآة مرة واحدة

عن عقاب الضعيف دون القوي

عن التمييز بين الذكر و الأنثى من حيث تمجيد و تجريم نفس الفعل بناء على جنس من فعله

عن الرغبة المكبوته و من يجوز له اطلاقها و من يتحمل تبعات هذا الإطلاق

يكتب كمال رحيم بسلاسه شديدة تنساب معها الحكاية و كأنها حكاية بسيطة ثم تتعقد ببطء أثناء السرد الممتع لتجد نفسك في قلب الأحداث التي ربما ليست جديدة و الموضوعات التي قتلت بحثا و لكنك تجدها مع ذلك ممتعة بلا ملل و متفردة في ذاتها و مثيرة للتساؤلات التي تربك دماغك و تجبرها على نفض غبار التخلف و الاستكانة للواقع المشوه الذي نعيش فيه.

ربما لن ترى الرواية كما رأيتها. رواية عزيزة ضحية مجتمع عاقبها فقط كامتداد لعقوبة أبيها الذي تاب في الأصل و إن لم يكن أناب فإن مجتمعنا لا يصالح و لا يقبل التوبة و يصم أفراده بما فعلوا و بما لم يفعلوا و بما فكروا أن يفعلوه إن فعلوه فماذا سنطلق عليهم.

حبشي صاحب الماضي المجرم التعس سيظل كذلك و إن أقلع عن دائرة السوء و ستظل ابنته غير جديرة بالاحترام بقية حياتها دون ذنب و كذلك ان اذنبت نتيجة لوضعها المتأزم أو حتى لوجود بذرة التمرد أو شرارة الرغبة بداخلها فسيتعاطف معها المجتمع على خفيف. تعاطف يسمح بتسليمها للجلاد دونما أدنى احساس بالذنب بل بما يشبه التلذذ بانتظار حلقة درامية اجرامية نرى فيها مذنبين غيرنا يبطش بعضهم ببعض فنحس بالطهر و الأمان من الفتن ما ظهر منها و ما بطن.

و عن ضاحي متتبع الحزن و الجنائز الذي توقف منذ نعومة أظفاره عند الموت دون الحياة و ارتضى بالقليل فكافأته الدنيا بما دون ذلك أيضا.

و عن الأم التي تفعل المستحيل حتى تنقذ ابنتها من المصير المجهول و لكنها لا تبذل أي جهد إلا لقمع البنت لا لتفهم ظروفها و العمل على تحسين هذه الظروف.

و عن قهوة حبشي التي هي مجتمعنا كله بمتسوليه و عمدته و معلميه و افنديته.

قهوة حبشي التي نثر بذورها كمال رحيم في شح مألوف منه في رسم الشخصيات و الأحداث و كأنه يترك لخيالنا العنان في تركيب ما تحلو لنفوسنا أن تراه بين السطور.

قراءة مشتركة مع الصديقة المتألقة دوما باكينام

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق