لفهم الأحداث يجب قراءة الكتاب الأول بكل تأكيد. ظننت هذا واضحاً !.
---------------
نلتقي مع استكمال احداث الكتاب الأول ( صيد فيل مجنح ) حيث تعرفنا على ( يحيى ) الطيار الذى يملك قدرة استثنائية تتمثل في تلقي استغاثات ضحايا على وشك الموت سواء فى الماضي أو المستقبل ، و ( مريم ) السادية التى تتمحور حياتها حول تسجيل لحظات الموت وعيش تجربة الجرائم البشعة وبيعها على ما يسمى بالانترنت المظلم ( Dark Web ) حيث كل شىء مباح ومتاح لمن يدفع الثمن.
عنوان الكتاب الأول كان مبهم بعض الشىء لكن الأمور ستتضح فى الكتاب الثاني مع متابعة الأحداث.
هنا نحن على موعد مع استغاثات يتلقاها ( يحي ) من ضحايا عمليات انت،حار تدور احداثها بجزيرة تقع بالقرب من كندا. بالطبع ( مريم ) لا تُفوت مثل هذه الفرصة وترحل مع ( يحي ) لعيش التجربة بكامل تفاصيلها.
مغامرة مثيرة تتكشف حقيقة أحداثها تباعاً مع نهاية عنيفة تتناسب وشخصية ( مريم ) السادية لأقصى حد والتى اعتبرها بالنسبة لي اجمل شخصيات ( استغاثة اخيرة ) حيث قامت الكاتبة بتعرية النفس البشرية تماماً عندما تتحرر من كل القيود المكبلة لها سواء دينية ، قانونية ، مجتمعية الخ. النهاية أيضاً تمهد كالعادة لاحداث الكتاب الثالث.
من خلال المغامرة تلقي الكاتبة الضوء على كارثة مواقع التواصل الأجتماعي التى اصبحت بمثابة مخد،رات رقمية تسبب نفس ادمان المواد المخدرة المعروفة والتى تدفعك الى ارتكاب جرائم وانت تظن انك برىء تنقذ البشرية من الشرور والآثام. هل نحن متابعين لها ام نحن تابعين لها ؟ فارق كبير جداً فى معنى الكلمتين على اساسه يتحدد موقفك من شعرة الحصان كما ستفهم من الأحداث !.
الملاحظ فى قصص ( استغاثة اخيرة ) انها غربية الهوى تماماً على العكس من سلسلة ( لاشين ) المحلية الطابع. انت تعيش مغامرة اجنبية من حيث الاماكن التى تدور فيها الأحداث ، الفكرة نفسها مستقاه من مفردات غربية اصبحت بفعل ظاهرة العولمة مفردات كل المجتمعات على اختلاف ثقافتها وتوجهاتها.
ما استطيع قوله هو ان الكاتبة تكتب لمختلف الأذواق الأدبية وهذا فى حد ذاته سلاح ذو حدين قد يزيد انتشارها واكتساب قُراء جدد وقد يجعل القُراء القدامى يكتفون بنمط محدد اعتاد عليه مع كتابتها ولا يريد التغيير.
فى رأيي الشخصي انا من محبي التوسع فى الأفكار والموضوعات والتجديد بصفة مستمرة فى الكتابات طالما كان الكاتب يملك الموهبة والجودة اللازمين لذلك وهما امران لا مجال للتشكيك فيهما عندما نتحدث عن ( شيرين ) حتى لو لم يرق لي بعض كتاباتها فهذا امر طبيعي جداً مع كاتبة تملك مشروع أدبي متكامل من تأليف وترجمات وسيناريوهات حلقات للاطفال وحلقات اذاعية وغيرها.
استغاثة اخيرة هى خروج عن التقليدية والتحرر من قيود الإبداع والتحليق بعيداً فى عالم الخيال.