رواية بنو الأزرق
الجزء الثاني من ثلاثية تلال الشمس للكاتب ابراهيم أحمد عيسى - وقد قرأت الجزء الأول من سنة تقريباً وقد أعجبت به جداً!
القصة خيالية تاريخية - وقد أنشأ الكاتب عالماً كاملاً ووضع خريطته في بداية الرواية كدليل للقاريء!
اللغة قوية كالعادة والتعبيرات جميلة والوصف مبدع بصراحة - يدهشني دوماً رؤية الكاتب للأجواء حول أبطال رواياته وكيف يصفها ويضعها في قالب متكامل مثير نشعر ونستمتع بها أثناء القراءة!
مشكلتي تظل دائماً مع الكاتب وهي الفصول الطويلة وعدم وجود فواصل للاستراحة - فتظل الرواية عندي فترة طويلة لانني لا أجد وقت أستطيع التفرغ فيه لقراءتها! المشكلة الثانية في هذه الرواية هي أنها توقعت أن نكون قد قرأنا الجزء الأول وبدأنا في الجزء الثاني مباشرة! وهذا ما لم يحدث في حالتي على الأقل، فالفترة بين قراءتي للجزء الأول والثاني حوالي سنة فكان لا بد من مراجعة بعض الأحداث لأن الكاتب لم يقدم ما حدث في الجزء الأول على الإطلاق بل قفز في الأحداث مباشرة! بل أن الجزء الثاني بدأ من نقطة مكانية وأبطال جدد ومن ثم عاد الكاتب لاستكمال ما بدأه في الجزء الأول تقريباً بعد نصف الرواية! وأظن أن نفس الشيء سيحدث حين يصدر الجزء الثالث!
ملحوظة: في الفصل الثاني "النبي" مشهد القبض على إينال وتشبيه خروجه من بيته كخروج الجنين من الرحم كان مكتوب بصورة رائعة!
القصة في هذا الجزء ركزت في البداية عن مملكة بني الأزرق الوثنية مترامية الأطراف وصراعهم مع الممالك من حولهم وظهور من ادعى النبوة وكيف كان ظهوره وأتباعه نقطة تحول كبيرة لمملكة بني الأزرق! ومن ثم ربطت الجزء الأول وأحداثه وتقاطع الحروب والمعارك بين القبائل المختلفة ببني الأزرق وممالكها!
اقتباسات
"سيفعل ما يحلو له وسيطيعون أمره، فالقيادة تؤخذ ولا تمنح، هكذا تعلم، وللمضي في درب الحياة عليه أن يثق بما يستطيع فعله."
"مشافهة الجدات وحكاياتهن تُحفر في وجداننا، يمنحننا خلاصة ما حملنه عن آبائهن وأسلافهن عبر الزمن، نذكر ما تحقق من أحلامهن وابتساماتهن، راضيات عن هزائم الدهر، يرحلن وتطوف بنا أرواحهن بين الحين والآخر."
"إن أحشاء البحر أولى بمن لا يعرف السباحة"
"هكذا هم البشر يسلب ألبابهم الفانية كل ما يلمع ويضوي، يرفعون من قدر المنحطين ويهللون للقتلة الدمويين، ومن ينصحهم بالحق والعدل ينبذونه ويكيلون له صنوف العذاب، وميزان الناس الهوى، لا يعدل ولا يزن."
قرأتها على "أبجد"
#فريديات