شارع السبع بنات > مراجعات رواية شارع السبع بنات > مراجعة دينا ممدوح

شارع السبع بنات - علي صيام
تحميل الكتاب

شارع السبع بنات

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

هل جربت سابقًا شعور أن تحزن لانتهاء رواية؟ أن ترغب في النداء على ابطالها للبقاء قليلًا بعد، أن تذهب معهم لتساعدهم وتشعر بما يشعرون به وتعيش عالمهم؟ هذا ما شعرت به عندما انهيت رواية شارع السبع بنات للكاتب علي صيام.

الغريبة أن الرواية لم تكن في مخطط قراءتي القريب، سمعت الكثير من المراجعات تثني عليها فقلت ربما سأقرأها قريبًا ولكن لم أحدد أي قريب بالتحديد، لأجد بعض الأصدقاء يخبروني أنهم بدأوا فيها بالفعل فقررت البدء معهم، القراءة الجماعية تمنح لذة أكبر لما تقرأه وتراه بعيون ومنظور يختلف عن عينك ومنظورك وحدك.

الرواية تحكي عن الجد علي الذي يجلس في بيته لاستقبال ابناءه واحفاده لسبوع حفيدة جديدة، يبدأ في سرد حكاية قديمة منذ سنوات مرت في حياته، تستمع له وأنت تشعر هل الجد يُخرف؟ كيف يمكن لامرأة اسمها سقساقة أن تُربي (ديب) في بيتها؟ كيف يمكن أن يرى الأخرى ما لا يمكن رؤيته؟

هزة عنيفة تجعل كل شيء رأسًا على عقب، كل الأشخاص يهرولون إلى الخارج، ولكن عائلة الجد وحدهم هم من ركضوا إلى الداخل، إلى ذلك السرداب الذي كان مخصص للغارات وقت الحروب وربما مسار أسفل كنيسة أو ربما مسار لأشياء أخرى يعملها الجد تمامًا ولكن الأكيد أن الحكاية بأكملها تبدأ من هنا.

تَتَتبع على مسار شهور لا تعلم كيف مرت في تلك الصفحات التي تأكلها أمامك حال الأسرة التي بقيت تحت الأرض ببعض المخزون الذي وضعه الجد هنا احتياطيًا وكأنه كان يعلم، في تلك الفترة وفوق الأرض نجد أحد أفراد الأسرة المهندس يبحث عن سبيل لخروج عائلته ولا يعلم هل سيكونون أحياء أم...! ولكن لا سبيل لمعرفة الإجابة إلا المحاولة حتى وأن وقف أمام العالم بمفرده.

في تلك الأثناء يبدأ الجد في سرد حكايته كاملة، من جده الأكبر وحتى وصول احفاده، يحكي عن أسرته وزوجته وحكاياته الغريبة التي لا يصدقها عقل واعيٍ أبدًا، الجد نفسه يحكي الحكايات كلها في حالة ما بين الوعي والغيبوبة، لا تعرف هل أصبح يُخرف أم يحلم أم يحكي بعض الأساطير والعادات الشعبية القديمة وحكايات عن طاسة الخضة والمرأة التي تختفي في الغرفة وتعود للظهور في اللحظة ذاتها وغيرها وغيرها.

الحكاية جذابة بطريقة لا يمكن وصفها، ترغب في الاستمرار في القراءة دون توقف حتى تعرف النهاية، ولكن على عكس ذلك النهاية جاءت مؤلمة، لأنها حقًا نهاية مؤلمة من جهة ومفرحة من جهة أخرى، ولأنها انتهت من الأصل.

في لحظة من اللحظات شعرت أنني من هذه الأسرة، واحدة منهم، أشعر بألمهم وأبكي لموت كل واحدًا منهم، كنت اعرف كل الحكايات وأرغب في تصديقها، أحببت كل التفاصيل والأشخاص وتدرج الأحداث والنهاية التي كانت منطقية ورائعة ومناسبة لكل الأحداث التي سبقتها، أحببت أيضًا تقسيم فصول الرواية حسب من يحكي الحكاية من طرفه.

الرواية كانت سردًا بالفصحى وحوارًا بالعامية البسيطة التي كانت تحتوي على بعض الألفاظ تناسب الزمن الذي حكي عنه الجد وتناسب شخصيته، من أجمل الأجزاء التي أحببتها في الرواية هي وصف الحفيد المهندس لكل الأشخاص الذي كان يحاول انقاذهم تحت الانقاض.

من أجمل الروايات التي قرأتها وأرشحها بقوة.

*اقتباسات:

❞ كيهك يعني ديسمبر شهر الخمول والنسيان، ولكن لا إنه شهر التذكر، شيء في هواء هذا الشهر محمل بالذكريات، نعم كيهك إسكندرية محمل بعبق الماضي، وكأن البحر ينفض كل ما ألقي فيه في كل العصور في هذا الشهر. ❝

❞ لا تصدق كل شيء، ولا تكذب كل شيء. ❝

❞ الأسماء ليست مهمة حتى يصبح لشخوصها شأن فنصبغهم بالأسماء لتعريفهم، أما قبل ذلك فنحن مجرد أرقام لكومبارس يكمل حكاية أخرى، ❝

❞ ولكن الأرض تقف بجانب أصحابها فإن خلق الله الإنسان من طين فلكل طينته وما كانت طينة تلك الأرض لتُنصف مغتصباً. ❝

‏❞ لكن الأمل دائماً خداع وكاذب، الأمل دائماً لديه تلك الفكرة السادية بأن تتعلق به وكلما تمنعت زاد دلالة ومتى تهادن يتركك وسط الطريق، ❝

❞ هل يبلونا الله كي لا يعذبنا في آخرته؟ هل يبتلينا لنفر إليه فيغفر لنا؟ أم أن الابتلاء هو العذاب والعقاب عما اقترفت أيدينا؟ ربي انقطعت السبل ولا منجى منك إلا إليك ولا نملك فراراً إلا لرحمتك فارحمنا. ❝

❞ الخوف هو أقوى شعور في الحياة، هو المحرك الغريزي لكل شيء، هو الطاقة التي لا تنضب وهو بعكس الأمل لا يتخلى عنك، لا يستتر خلف ستار، بل يعلن عن نفسه واضحاً جليّاً، يتلذذ بمعاناتك ويكتسب وجوده من أوجاعك ويتشكل صريحاً من الدموع❝

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
2 تعليقات