اليد التي علّقت المرآة > مراجعات كتاب اليد التي علّقت المرآة > مراجعة Muhammed Abedelnaby

اليد التي علّقت المرآة - هدى جعفر
تحميل الكتاب

اليد التي علّقت المرآة

تأليف (تأليف) 4.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

في كتاب (اليد التي علَّقت المِرآة) لهدى جعفر، لم أجد قصة بهذا الاسم ولا وجدتُ يدًا ولا مِرآة، وربما ذكرت العبارة في إحدى القصص ولم أتصيدها، لكني بدلًا من ذلك وجدتُ قصصًا مُختلفة عن أغلب ما قرأت في السنوات الأخيرة، قصصًا فيها دهشة ولكنها لا تتحرَّى الإدهاش عمدًا بوسائل رخيصة مثل كليشيهات البلاغة الصفيح أو المفارقات الصبيانية، قصص فيها تتبَّع لأثر الحكاية من غير انحباس في سجن الدراما. في قصة أو اثنتين لمسة من كتابة الرعب والميتافيزيقا، وفي قصة أو اثنتين هموم اجتماعية وسياسية، وفي قصة أو اثنتين تأمُّل في آبار النفس الإنسانية، غير أنَّه لا توجد من بينها، في ظني، قصة تستسلم بالكامل لسُلطة أحادية أو تنتمي للون واحد على الخصوص. أحببتُ أكثر القصص الأطول، التي تركت نفسها تسعى وراء غواية الحكي وانتهزت كل فرصة متاحة لرسم شخصية غريبة ما أو تأسيس أجواء بعينها لمكان أو مدينة، حتى لو أفلتت خيطَ القصة الأصلي فكاد أن ينفلت تمامًا. اليمن بمُدنها الكبرى، صنعاء وتعز وعدن، حاضرة في جميع قصص المجموعة، حضورًا ليس جغرافيًا أو تاريخيًا فقط... بل وجدانيًا وحالة فنية تمتزج فيها أصوات الليل بأغنيات الإذاعة بألوان الجبال والبنايات وقطط الشوارع ومشردّيها.

في القصة الأخيرة تطلع لرجل عادي حلمة ثدي في منتصف جبهته، بالطبع تذكرنا ببعض قصص التحوّل مثل المسخ لكافكا أو الثدي لفيليب روث، ومع ذلك فهي ليست قصة كابوسية على غرائبيتها، هي حكاية قابلة للتصديق تمامًا برغم هيمنة أجواء ألف ليلة وليلة عليها، وهي حكاية إنسانية ذات أبعاد جندرية مُضمَرة، وبعيدًا للغاية عن نبرة الصوت المرتفع والخطابية.

شكرا لهدى على مجموعتها الأولى القوية، وفي انتظار روايتها الأولى لأنَّ النَفس الروائي واضح في أغلب القصص، برغم حبي لفن القصة القصيرة والقصة الطويلة خصوصًا.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق