وجوه > مراجعات رواية وجوه > مراجعة Rudina K Yasin

وجوه - محمد شكري
تحميل الكتاب

وجوه

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

: "عندما تصبح التجربة أقوى من الندم ينمحي الشعور بالذنب. لن أسعى في هذه التجربة إلى تبرئة نفسي أو إدانتها: أنا والآخرون. فبين الفرح المطلق والحزن المطلق أنا بينهما مثل دودة القز. آهٍ من الأجمل الذي أتمناه لك أو لي! قد يكون ما أتمناه لنفسي أقل جمالًا ممّا أتمناه لكل لعينٍ مثلي. لن أخشى من الغد الكئيب اللعين سواء كنت مع نفسي أو مع الشيطان". حسنٌ جدًا. وماذا بعد؟ يتحدث عن الأحلام, عن أمور واجهها, عن صِعاب تغلّب على بعضها وتغلّب بعضها الآخر عليه. لن أرمي عليه بإسقاطات أبدًا. فكل كاتب يحمل همه عندما يكتب وهذه هموم شكري. لا يفترض علينا أن نلومه. أن نلومه شيء ونُنقِص منه, وأن ننتقد الكتابة عمومًا شيء آخر. بمجمل الكتاب كان جيّد وأعجبني.:

* عندما نبتعد عن الكلمات يبقى ما تشكّله من إننا لا نختار أحلامنا، ولكن لها صلة بوعينا ولا وعينا، كثير من أحلامنا تكشف من سحرها ما عشناه وما سنعيشه. أحلامنا هي قدرنا، ما شئنا من سحرها وما لم نشأ وكثيراً ما أنارت لنا جزءاً من حياتنا المظلم مبتغانا. حين تغيب عن الأحلام ألجأ إلى أحلام يقظتي، لكنها، ليست هي الأقوى من أحلام الغيب التي تملك مفاتيح حياتنا السرية، وجهي هو أحلامي السحرية”.

هروب محمد شكري عبر الوجوه.. إلى زمن اخترقه.. إلى أحلام عاشها، أو لم يعشها.. ولكنها أحلامه التي ما زال يعيش عليها

وخصّ محمد شكري سيرته الشخصيّة بثلاثة عناوين كانت “وجوه” (2000) جزأها الثالث بعد “الخبز الحافي” (1982) و”زمن الأخطاء” أو “الشطار” (1992).

خضعت هذه النصوص الثلاثة إلى تعريف الفرنسي فيليب لوجون البسيط لجنس السيرة الذاتية باعتبارها “حكيا استعاديا نثريا يقوم به شخص واقعي عن وجوده الذاتي، وذلك لما يركّز على حياته الفردية وعلى تاريخ شخصيّـتـه بصفـة خاصّـة”

“فالخبز الحافي” قد أُشبعت نقدًا حتّى بات ما يكتب عنها اليوم لا يخلو من تكرار وإعادة لما كتب عنها في الغرب أو في الشرق، وينسحب ذلك ولو بشكل أقلّ على “زمن الأخطاء “، فاعتبرنا أن الوقوف عند هذا الجزء الثالث قد يساهم في الكشف عن وجه آخر للكاتب أو عن وجوه تطوّر التجربة الإبداعية عنده، خاصّة وأنه قد مرّ على صدور الجزء الثاني من سيرته الذاتية “الشطّار” ما يقارب العقد من الزمن. ونحن إن كنّا عزمنا على مقاربة “وجوه” نقديّا فإننـا لن نغفل النظر في الجزأين السابقين “الخبز الحافي” و”الشطّار” حتّى تكون لنا نظرة شاملة لأجزاء السيرة الذاتية باعتبارها نصّا واحدًا كتب على مراحل، بل إننا لن نتردّد في الإشارة إلى بعض النصوص الأخرى إذا ما استدعى مـنّـا الأمر ذلك لإضاءة بعض ظلال الوجوه وفكّ تجاعيدها وإنطاقها أو حملها على الاعتراف.

وميثاق شكري في “وجوه” جاء ليعارض الدّوافع المعروفة لكتابة السيرة الذاتية فلم تكن غايته من كتابه هذا الجزء الثالث تبرير أفعاله مثلما فعل جان جاك روسو في “اعترافات” ولا كانت غايته إدانة نفسه والاعتراف بأخطائها في شبه تكفير عن الذنوب وإحساس بالندم إذ يقول: “لن أسعى في هذه التجربة إلى تبرئة نفسي أو إدانتها؛ أنا والآخرون. فبين الفرح المطلق والحزن المطلق أنا بينهما مثل دودة القزّ لن أخشى من الغد الكئيب اللّعين سواء كنت مع نفسي أو مع الشيطان”

غير أنّ الكاتب يقدّم هذا الميثاق السّيرذاتي داخل فصل من فصول العمل السردي وعادةُ الميثاق أن يكون خارج نصّ السيرة الذاتية، مثلما فعل الكاتب في نصّه الأوّل “الخبز الحافي” حين وضع الميثاق في نصّ منفرد منفصل تحت عنوان “كلمة” رغم أنّ الطبعة الفرنسية ليس فيها هذا الميثاق. وهذا الإرباك الأوّل يفجّر الأسئلة الأولى حول المشكل الأجناسي للعمل الأدبي، خاصّة أن غلاف الكتاب لا يحسم المسألة ففي الطبعة المغربية وضعت عبارة “سيرة ذاتية روائيّة، الجزء الثالث” بينما وضعت عبارة “رواية” على غلاف الطبعة اللّبنانيّةولمّا كان الميثاق غير واضح – لوروده في نصّ أكبر وضع له عنوانا “حبّ ولعنات” وقد ورد إثر تصدير مقتطف من رواية “إسم الوردة” لأمبرطو ايكو ـ ولأنّه نظريّا يمكن للكاتب أن يتخلّى عن هذا الميثاق، وهذا التخلّي لا يخرج نص السيرة الذاتية من جنسه، بقي الحسم في جنس العمل الأدبي .

.

وجوه لمحمد شكري

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق