ثلاثية غرناطة > مراجعات رواية ثلاثية غرناطة > مراجعة Rudina K Yasin

ثلاثية غرناطة - رضوى عاشور
تحميل الكتاب

ثلاثية غرناطة

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الكتاب السابع عشر 2024

ثلاثية غرناطة

د. رضوى عاشور

غرناطةٌ هل يُعيد الروح إنشادي للقصر , للقِمـةِ الشَـماءِ , للوادْي

لقلعــةً كانـتْ الأمجادُ تـسكُنها أمجادُ قَـومي وتاريِخي وأمَجادي

للزخُرفاتِ , لجناتِ العَريفِ لمِن كانو على البُعد آبائي وأجدادي

"تبدو المصائب كبيرة تقبض الروح ثم يأتي ماهو أعتى و أشد فيصغر ما بدا كبيراً و ينكمش متقلصاً في زاوية من القلب و الحشا"

"تلتهم النار الكتب، تفحم أطرافها، تجفف أوراقها، تلتف الورقة حول نفسها كأنما تدرأ النار عنها ولا جدوى، فالنار تصيب الكتب وتأكل وتلتهم وتأتي عليها سطرًا سطرًا وورقة ورقة وكتابًا بعد كتاب"

• رضوى عاشور (ولدت في 26 مايو 1946 - توفيت في 30 نوفمبر 2014) قاصة وروائية وناقدة أدبية وأستاذة جامعية مصرية، وهي زوجة الأديب الفلسطيني مريد البرغوثي، ووالدة الشاعر تميم البرغوثي ويكا

• في عام 2018 كان اللقاء الاول مع الثلاثية تميز الكناب بورقه الابيض الغير جيد لاقوم باستبداله بكتاب جديد تميز بملمسه الاصقر ورائحة الورق الجميلة لنذهب في 2024 مع الحرب الدائرة الان حيث دراكلا يقتل ويدمر باجمل مدينة في القرن العشرين مدينة غزة

• ثلاثية غرناطة للكاتبة المصرية رضوى عاشور، وهي ثلاثية روائية تتكون من : غرناطة ، مريمة ، الرحيل وتدور أحداث الرواية في بلاد الأندلس، خصيصًا في مملكة غرناطة ، حيث تبدأ أحداث الرواية في عام 1492م ، وهو عام سقوط غرناطة بإعلان المعاهدة التي تنازل فيها أبو عبد الله محمد الصغير عن ملكه لملوك قشتالة وأرجوان، وتنتهي باعتراض آخر أبطالها الأحياء علي الذي يقول أن الموت في الرحيل عن الأندلس وليس البقاء لا وحشة في قبر مريمة

• وتُصنّف رواية ثلاثية غرناطة لمؤلفتها المصرية رضوى عاشور على أنها من الروايات التاريخية، أعادت الكاتبة من خلالها التاريخ المُهمّش إلى الواجهة حسب ما ذكرت نزهة الأنصاري في قراءتها التحليلية لهذه الرواية، وقد لاقت اهتمامًا واضحًا من القُرّاء وشغلت حيزًا كبيرًا من دراسات النقاد والدارسين، لنذهب مع صفحاتها واصدار دار الشروق ب 560 صفحة

• لمحة تاريخية من موقع ويكا :تم سقوط غرناطة في يناير من عام 1492 بتسليم اخر معقل من قبل ابو عبدالله الموافق في 2 ربيع الأول عام 897 هـ الى الملك فرديناند الخامس بعد حصار خانق دام 9 أشهر.دب الضعف في أوصال دولة الإسلام في الأندلس، وسرى الوهن في أطرافها، وراح العدو القشتالي يتربص بها، وينتظر تلك اللحظة التي ينقضّ فيها على الجسد الواهن، فيمزقه ويقضي عليه، لم تصرفه القرون الطوال عن تحقيق أمله الطامح إلى إزالة الوجود الإسلامي في الأندلس، فلم يكد ينتصف القرن السابع الهجري حتى كانت ولاية الأندلس الشرقية والوسطى في قبضة النصارى القشتاليين، وأصبحت حواضر الأندلس الكبرى أسيرة في قبضتهم؛ حيث سقطت قرطبة واشبيلبة وبلنسية واخر المعاقل غرناطة .

• "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ" ال عمران 110

• كنتم خير امة اخرجت للناس لان هذه الامة راعت حق الله في الفتوحات الاسلامية أمة تعرف ما معنى الانسانية أمة تكفل حريات البشر في الدين والتعبير وأسلوب الحياة وكل شيئ ، عندما عمر الفاروق رضي الله عنه وقت حرر الأقصي وكيف جسّد آية كنتم خير أمة أخرجت للناس.. تأمل كيف كفل السلام وطيب العيش لمن خالفونا في الدين ، صلاح الدين عندما اشترى حريات النصارى لمن لم يملك الدفع وقت أمر بإخراجهم من القدس وإعادتهم إلى ديار.

• ماذا فعل الصليبيون في القدس وهولاكوا في بغداء وملوك اسبانية في الاندلس, بل ما ذا يحصل االان في فلسطين وحرب الابادة على غزة الجميلة من القتل والتدمير الهمجي .

• دارت أحداث هذه الرواية في الاندلس اخر معقل وهي غرتاطة ؛ إذ إنّ غرناطة ما زال جرح سقوطها محفورًا في الذاكرة، وهي رمز الحضارة والمجد والعز عند العرب والمسلمين، وفي هذه المدينة تصف رضوى عاشور العديد من الأماكن لتُعطي صورةً كاملةً عن الحياة فيها، وتغرس في نفس القارئ الألم الذي عايشته هذه المدينة وأهلها.

• من ابرز شخصيات الرواية

1. عائلة الوراق وهم الرواية والقصة الاساساسية وتبدا من أبو جعفر: هو جد العائلة أبو جعفر الوراق، راعي العائلة التي تدور حولها الأحداث، والذي مات قهرا عندما انهار كل شيئ .

2. حسن: هو ابن أبو جعفر، متسمكّ بتعليمات التنصير والذهاب إلى الكنيسة.

3. سليمة: هي حفيدة أبو جعفر، متعلقة كثيرًا بالكتب، مما أدى إلى نفور دائم بينها وبين زوجها (سعد) واتهامها بالسحر والشعوذة، وقد حكم عليها بالموت حرقًا.

4. نعيم: هو شخص محب للاكتشاف، يطوف الأرض مع قسّيس يؤدي دورًا مهمًا.

5. مريمة: هي الشخصية الرئيسية في الجزء الثاني من الرواية، وهي زوجة حسن امرأة فطنة وذكية.

6. علي: هو حفيد مريمة، أصرّ على البقاء في أرضه، فبعد وفاة أمه وأبيه يعيش مع جدته التي تستقر في قرية الجعفرية، وهو الشخصية الرئيسية في الجزء الثالث من الرواية.

7. سعد: هو زوج سليمة، ينضم إلى المجاهدين وينتهي المطاف في أحد السجون.

8. أبو منصور: هو صاحب حمامات يحب مساعدة الناس حتى يصدر قرار بإغلاق حماماته.

9. عمر الشاطبي: هو شيخ قرية الجعفرية وكبيرهم، لم تعتمد عليه الكاتبة بكثرة في الرواية.

10. أبو عبد الله الصغير: ورد في بداية الرواية عندما أعلن عن استسلامه بعد أن ضاعت البلاد من يديه (شخصية حقيقية).

11. الملك فرديناند والملكة إيزابيل: هما الملكان القشتاليان اللذان وقّعا اتفاقية تسليم غرناطة (شخصية حقيقية).

12. موسى بن أبي الغسان: هو قائد عربي مسلم، من القادة الذين حضروا اجتماع الحمراء لبحث بنود معاهدة التسليم مع قشتالة، لكنه رفضها رفضًا قاطعًا (شخصية حقيقية).

• وتبدأ الرواية في السنة التي سلم فيها أخر ملوك الأندلس " أبو عبد الله محمد الصغير" مفاتيح غرناطة إلى ملكي قشتالة وأراجون فردناند وإيزابيلا مقابل الحصول على ثلاثين ألف جنيه قشتالي مقابل صون حقه الأبدي في ممتلكاته، وبعض افتضاح أمر الأمير والمعاهدة السرية التي عقدها من الملكين عاش سكان غرناطة حالة من الرعب والترقب وشعروا بالحزن والخيبة وكأنهم بيعوا مثل القطيع للأسبان، وعلى الورق كانت معاهدة غرناطة تنص على أن يتمكن المسلمون أن يحافظوا على دينهم وثقافتهم ويحتفظوا حتى بخيولهم وأسلحتهم وأن من حقهم اللجوء للقضاة المسلمين للفصل في خلافاتهم، لكن الواقع كان أمرًا أخر لا مثيل له، فكان أول ما تم تغييره هو فرض الديانة المسيحية على الجميع وإلا فإنه يقتل، صار على السكان تغيير أسمائهم من الأسماء العربية إلى أسماء إسبانية وتغيير دينهم والتخلي عن أي مظهر إسلامي سواء في الملابس أو غيرها.

• ويتم تصوير حياة أبو جعفر الذي كامل يعمل مجلد كتب ويعشق الكتب والقراءة والمعرفة، لكنه يجبر على ترك كل ذلك بعد سقوط غرناطة، في رواية غرناطة، توضح الكاتبة معاناة عائلة أبو جعفر وعائلته عندما صادر الحكام الجدد لغرناطة الكتب وتم حرق جميع المجلدات التي تم جمعها، حتى نقل أبو جعفر مكتبته الغنية إلى خارج غرناطة بهدوء، كما نقلت الرواية معاناة المسلمين المضطهدين من أجل تشكيل حكومة مستقلة، لكن الضغوط الاقتصادية والسياسية والثقافية على مسلمي إسبانيا واضطهاد الحكام المسيحيين تتوج في النهاية بتحولات للمسيحية وانتفاضات إسلامية.

• وفي خضم كل ذلك تعيش العائلة وتنجب وتفرح بإنجاب أبنائها ويموت بعض أفرادها فيحزنون ، لكنهم يستمرون في العيش ، و يشعرون بالحزن من القوانين الظالمة التي تطبق عليهم، ثم يفرحون بأخبار وفاة فرديناند وزوجته ومن قبل وفاتهما فقدانهما لأبنائهما وجنون ابنتهما وريثة عرشهما، وفي خضم كل ذلك يؤمنون أن حكمة الله تعالى أكبر وأوسع من أن تدركها عقول البشر، وفي نهاية الثلاثية يتأكد علي أنه بالرغم من كل ما حدث لأهل الأندلس من المسلمين، فإن الموت في الرحيل عن الأندلس وليس بالبقاء فيها فلا وحشة في قبر مريمة.

• يتزوج سعد من سليمة ، كما تزوج حسن حفيد أبي جعفر من فتاة تُدعى مريمة تسعى إلى التعلم، ودائمًا ما كانت زوجة أبي جعفر تشتكي من إهمالها للمنزل وتركها لواجباتها الزوجية والتفاتها إلى العلم والتعليم. حاولت مريمة بسرعة بديهتها وفصاحتها أن تحل أزمات الكثيرين من حولها، فكان الجميع يفرح بها ما عدا زوجها الذي كان يخاف من مشكلات قد تجرها إليه بسبب عملها، أمّا سليمة فقد انكبت على تعلم طب الأعشاب والعمل به ومُساعدة النّاس من خلاله. لم يسعد زوج سليمة بعملها والذي تركها لاحقًا وانطلق لينضم إلى المقاومة في الجبال؛ ليتدبر القشتاليون لها تُهمة ممارسة السحر والشعوذة، ويسوقونها إلى ساحة القرية مُكبلةً، وأقروا عليها عقوبة الحرق وهي حية جزاءً لفعلتها. كأنّ قلبها ينطق قائلًا: "ما الخطأ في أن يتعلق الغريق بلوح خشب أو عود أو قشة؟ ما الجرم في أن يصنع لنفسه قنديلًا مزججًا وملوّنًا لكي يتحمل عتمة أيامه؟ ما الخطيئة في أن يتطلع إلى يوم جديد آملًا ومُستبشرًامريمة: تلك التي حملت راية العائلة على عاتقها بعد أن رأى سعد موت سليمة وكيف احترقت في النار وهي حية مات كمدًا وهو يتحسر عليها، وتزوج ابن مريمة عائشة وهي ابنة سليمة وسعد وأنجبت صبيًا اسمه علي، ثم ماتت ليُربي حسن وهو زوج مريمة عليًّا على حبّ اللغة العربية والقرآن الكريم، خاصةً أنّ القشتاليين كانوا يُحرمون اللغة العربية أو تداولها حتى بين أفراد العائلة. لكنّ حسن لم يكن يخاف، وأخذ علي في يوم من الأيام وأطلعه على المكتبة التي أخفاها من أجله دون علم مريمة بذلك، وبعد أن علم في قرارة نفسه أنّه استطاع أن يُقدم لعليّ أفضل ما يملك غادر الحياة آمنًا مُطمئنًا.

• هذه الرواية يجب أن يقرأها أولا الشخص الغير مسلم.. الشخص الذي يرى ان الاسلام انتشر بالسيف لا بـ سواه.. الشخص الذي يعتقد ان الاسلام دين الارهاب وان المسيحين متسامحين ودعاة للسلام بينما التاريخ والوقائع كلها تشير إلى عكس ذالك تماما

• شخصية علي هي الفكرة : ارادت الكاتبة من خلال علي ان تعكس واقع العرب المهزوم والازمات الحياتية فحكام تصدوا فقط لشعوبهم ونسوا قضية مهمة عانى منها شعب ولا زال يعاني من 1948-2024 هذا الانعكاس مهم جدا فغرناطة تشبه بيروت وبغداد ودمشق ، تشبه الربيع العربي المهزوز غرناطة هي الجرح القديم لتاتي غزة وتبدا الجرح الجديد وقبلها بيروت وبغداد ودمشق ولنعد الى علي .

• كيف يبدأ المرء حياته وهو في السادسة والخمسين "علي" الذي وصل لهذا العمر بلا عائلة بلا وجهة! "علي" الذي كبر يتيم الأب والأم ثم يتيم الجدة.. وقبلها يتيم الوطن.. يتيم الهوية.. يتيم الديانة.. يتيم المعتقد.. علي الذي لم يعرف كيف يرحل ويبدأ حياته بعد ستة وخمسين سنة من التشرد والترقب والتنقل والترحال.. علي ومريمة أكثر الشخصيات المسكينة في الرواية .

• مريمة وعلى وهنها في قاقلة الترحيل عندما ماتت.. ماتت هكذا ببساطة.. لفظت انفاسها ولفظت معها كل تفاصيل غرناطة المسلوبة.. فهي لم تتمكن من السير بعد ان كبرت حسرة وكمدا فهي لم تحتمل لم تختمل أن يأتي أحد ويأخذ بيتها منها..

• واخيرا ابدعت الكاتبة في نقل الاحداث والدمج بين السرد الروائي والتوثيق التاريخي لنقل ما حصل الى الى القارئ ومعرفة احاسيس ومشاعر بلد عربي كان عامرا بالعلم فتفرق اهله وقتلوا ، فهل سنقرء روايات تحكي قصة غزة كما قرئنا عن غرناطة ، فالكاتبة لا تطلب منا الحزن ولا تكتب المأساة بطريقة البكاء ، كانت مبدعة جدا في نقل الصورة للقارئ ولم تكن تصف المشاهد بمأساة مبالغة.. لم تكن تصف مشهد موت أحدهم بمأساة على العكس من ذلك كانت تسرد التفاصيل والأحداث من بطريقة سردية وبكل اعتيادية تقول أن فلان مات بسبب كذا وكذا ، لكنها كانت تذهل القارئ وتجعله يبكي

• ربما امراة انصفت الواقع الصعب هنا وهي عائشة أم الأمير أبو عبد الله محمد الثانى عشر المعروف بأبى عبد الله الصغير، آخر ملوك الأندلس الذى سلم غرناطة للملك فرناندو والملكة إيزابيلا، ليطوى صفحة سبعة قرون ويزيد من الوجود الإسلامى سطرت خلالها معالم الفردوس الذى تتغنى به الحضارات إلى الآن بقولها ابك كالنساء ملكا لم تدافع عنه كالرجال "

ابكِ كالنساءِ ملكاً لم تدافع عنه كالرجال".

لا وحشة في قبر مريمة

ما هو الوطن يا صفية

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق