الطنطورية > مراجعات رواية الطنطورية > مراجعة Rudina K Yasin

الطنطورية - رضوى عاشور
تحميل الكتاب

الطنطورية

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

اخترت قرية الطنطورية احدى قرى الساحل لأنّ الجميع يتحدّث الآن عن الضفة وغزة. قررت أن أحكي حكاية اللاجئين، لأنها أصل الحكاية"، مضيفة: "فكرة الرابط القوي بين الشتات وفلسطينيي الأرض المحتلة تتأكد في مشهد الرواية الأخير، حيث تذهب رقيّة مع مئات من الأهالي بعد تحرير الجنوب إلى الحدود لملاقاة فلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال، على الجانب الآخر من

إن بطاقة الهوية دائماً فيها اختصار ...

تلخيص لحكاية طويلة عريضة مركبة ممتدة غير قابلة للتلخيص .

روايتنا اليوم تُختزل في بطاقة الهوية الرواية التي أذهلتني رضوى عاشور بالتفاصيل التي روتها ، التفاصيل التي جعلتني في حيرة من أن أرويها على الصعيد الشخصي لراوية الحكاية رقية ،أم على الصعيد العام فهي قصة كل فلسطيني لذلك أحسست بذوبان التفاصيل الشخصية أمام المشهد الكبير الذي لقساوته تذوب أمامه التفاصيل الشخصية الصغيرة .

سقط السقف على رأسها ... ومن هنا كانت البداية .

كأنها الإنسان الأخير على هذه الأرض ... كأن من ذهبوا أورثوها حكايتهم لتعمر الأرض باسمهم وباسم حكايتهم.

هي حكاية عُمر متشابكة مع أعمار الآخرين ، من الطنطورة بدأت الحكاية وبها تنتهي .

لو أنها قصة أو رواية عادية لكان للتفاصيل معنى آخر تفاصيل البحر ، تفاصيل الأرض ، الناس ، البيوت الأفراح ، الأتراح كلها ذابت .... تلاشت يوم سقطت حيفا.

وبدأت الحرب تدور هنا وهناك .

وصارت أسماء العصابات الصهيونية متداولة بين الناس الهاجاناه ، شتيرن ، إتسيل .

لو أن العم أبو الأمين حكى الحكاية لاستفاض بالكلام وحكى الحكاية باليوم والساعة والحي كأنه ينشر حيفا أمام السامعين ، لتحدث عن البحر والقرية والناس وعن صدمة الناس مما حدث ،توقع العم أبو الأمين ما كان سيحدث فقام بترحيل عائلته إلى صيدا قبل سقوط القرية موقفه هذا الذي جعل أخوه أبو الصادق يقاطعه لأنه باعتقاده هذا موقف جبان فرفض أن يرحل أي أحد من عائلته .

سقطت حيفا ....

ثم توالى سقوط القرى والبلدات .

بعد استشهاد عبد القادر الحسيني في معركة القسطل عام 1948 صارت البلد ( الطنطورة ) بيتاً كبيراً للعزاء .

توالت الأخبار والأحداث بمجزرة دير ياسين ،سقوط صفد ، يافا ، ثم عكا .

بدأ القصف من البحر مما دفع الناس لمغادرة بيوتهم في القرية .

قسم اليهود الرجال عن النساء اللواتي حملن كل ما استطعن من مال ومؤن وحُلي ...الخ

تم تفتيش النساء واخذ كل ما حملن منهن.

جمعوهم بشاحنات ورحلوهم وقبل خروجهم من القرية صرخت رقية لأمها مشيرة إليهم هناك ، كان أباها وأخويها ملقون مع بقية رجال القرية في أكوام .. أكوام من الجثث.

تحكي رقية الحكاية تستجمع تفاصيل ما حدث لتكتب .

كانت حرب تسلمنا إلى حرب كيف احتملنا وعشنا وانزلقت شربة الماء من الحلق دون أن نشرق بها ونختنق.

مذهولة من هول ما رأت تستحضر الذاكرة

نكبة 48

نكسة 67

من مشهد قتل أبوها وأخوتها تتوالى الخيبات والهزائم.

كان الإعتقاد السائد لدى الجميع بأن المخيم ما هو إلّا محنة عابرة ألى أن جاءت وكالة الغوث ووثقته بهوية فأصبح من الصعب تجاهل المخيم بعد الآن .

تمضي الحياة كالقطار السريع مالذي تفعله إمرأة تشعر أنها بقيت على قيد الحياة بالصدفة ، حياة عارية من المنطق لاستحالة إيجاد أي علاقة بين السبب والنتيجة.

الحرب تجعل منك أُذناً كبيرة مع بوصلة لتحديد الاتجاهات ، فإما أن تموت بالقذيفة أو تموت من الخوف .

هكذا كان شكل الحياة في لبنان ومخيماتها .

بدأت الحرب في لبنان في عام 75 بالسبت الأسود حيث قتلت قوات الكتائب اللبنانية 300 فلسطيني ومسلم لبناني .

ثم مجزرة تل الزعتر عام 76 حيث حوصر تل الزعتر من الجيش السوري وقوات الكتائب اللبنانية حصار دام 52 يوم مع قصف مستمر ومنع الصليب الأحمر من دخول المنطقة .

دخلت الكتائب وقامت المجزرة ، قتل وذبح واغتصاب ، هدم للبيوت قتل خلالها 3000 فلسطيني وشرد الباقي .

توالت النكبات وصولاً للاجتياح الإسرائيلي بقيادة أريئيل شارون بمساعدة الكتائب للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية.

الذي نتج عنه الإتفاق على رحيل المقاومة الفلسطينية من لبنان إلى تونس.

بعد قتال عنيف وقصف ودمار لكن حتى بعد كل ذلك ظلت المخيمات الفلسطينية تدفع الثمن .

استمرت الحرب حيث حُورب الفلسطيني أينما وجد ، استمرت الكتائب اللبنانية بالقتل والخطف والإعتقال والتعذيب ، وكان ما حدث في مستشفى عكا من أفظع ما حدث ، اقتحمت قوات الكتائب المستشفى قاموا بقتل الجميع ممرضين ومرضى نساء وأطفال حتى الأطفال بالحضّانات .

ودفن الجميع بمقابر جماعية حتى أن بعضهم دفنوا أحياء .

كم حرب تتحمل الحكاية وكم مجزرة.

تتزاحم الأفكار هنا وهناك ....

يأتي صوت أم رقية وهي تقول لأبو رقية

وتغرّب بنتك على حيفا يا بو الصادق احتحاجاً منها على موافقته على تزويجها في حيفا .

تغربت بنتك لصيدا ، تزوجت إبن عمها أمين أنجبت منه صادق وحسن وعبد ، سمتهم على أسماء إخوتها الذين قتلوا في نكبة 48 ثم رزقت بمريم ، مريم الكفلة التي جاء بها زوجها أمين ليتبنوها بعد مقتل كل أهلها .

مريم التي رفضتها رقية بالبداية لاصبح أغلى إنسان على قلبها خصوصاً بعد فقدان زوجها أمين بأحداث مستشفى عكا.

عائلة رقية هي نموذج الشتات الفلسطيني.

ليبقى المخيم أصل الحكاية ...

الحكاية التي لا تنتهي مادامت قابلة لأن تُروى

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق