الأفق الأعلى > مراجعات رواية الأفق الأعلى > مراجعة محمد الرزاز Mohammed Elrazzaz

الأفق الأعلى - فاطمة عبد الحميد
تحميل الكتاب

الأفق الأعلى

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

"كان لقاءً خاطفاً ومشوشاً، كمعطف مفتوح تعصف بطرفيه الريح…فيلتقيان ولا يلتقيان. انحنت لتقبل جبين والدها الذي سيُحمل بعد حين على الأعناق ليُدفن. كانت حاملاً في شهرها التاسع." - الأفق الأعلى للسعودية فاطمة عبد الحميد 🇸🇦

عندما يطل علينا الموت بضمير المتكلم، يصبح القارئ مهيئا لتلقّي دفقات من الواقعية السحرية قد تندر أو تكثر، إلا أن هذا العمل المتقن فكراً وأدباً يتسامى على مصائد التيارات والمناهج الروائية كي يضع بين أيدينا دروساً في الحياة لا يمكن أن "نراها" بوضوح في مرايانا المحدودبة بفعل خياراتنا المشوشة وفشلنا في التعامل مع نقائصنا. ولما كانت مرايا الحياة مقعرة بفعل غياب البصيرة، فقد حملت المؤلفة مرآة الموت التي لا تخطئ ووضعتها نصب أعيننا كي نبصر فيها تهافت الكثير من أفعالنا وعبثيتها.

أبدعت فاطمة عبد الحميد رواية شيقة، جيدة الحبكة، رائعة اللغة، تتشابك فيها المصائر دون جهد، وتتهادى فيها الأحداث دون عجلة، كالنهر يمضي دون اكتراث ودون استنفار، إلا أن النهر لا يصير ذاته من لحظة لأخرى، وكذا أحوال الشخوص في تيار الزمن الذي ينحر شواطئ أيامهم ويُعرّي مخاوفهم وضغائنهم وأحلامهم بفعل الوحدة والحنين.

عادة ما يكون استدعاء ظواهر/شخوص بحجم الموت في مشهد الاستهلال مقامرة ومغامرة غير مأمونة العواقب، إذ أن المقدمات الملحمية تشف عن أحداث جسام ونهايات عظام، ولكن نجحت المؤلفة في تطويع هذا الحضور كي يخدم طاقة السرد وكي يؤطّر لفلسفة العمل. أرشح هذه الرواية بثقة وأريحية مطلقة لمحبي الأعمال الجادة والأدب القيم.

#Camel_bookreviews

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق