عائد إلى حيفا > مراجعات رواية عائد إلى حيفا > مراجعة Bahaa Atwa

عائد إلى حيفا - غسان كنفاني
تحميل الكتاب

عائد إلى حيفا

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

الوطن ألا يحدث ذلك كله .

هكذا وصف سعيد س الوطن لصفية حينما تعجب من رد فعل خلدون ولده حينما عاد إلي بيته في حيفا بعد عشرين سنة من خروجه منها مرغماً حزينا تاركا خلفه ريشات الطاووس وكلمات علي جدار البيت وخمسة كراسي لم تبقي منهم سوى كرسيين .

رواية عن عودة فلسطيني لبيته في زيارة بعدما سكنه اشخاص آخرون حينما اصبح خالي بعد عدوان الانجليز علي البلاد ..رمزية الحكي الصريح للاحتلال نتمثل في اشخاص يرون ان بيتك هو خقم بشكل ما بل وابنك ذاته يجعلون له اختيار ان يعود الي احضان اهله او لا ..وهل من نشأ وتربي وتغير فكره وعقله وممارساته الدينية يعود كما كان ؟

التحول الي الصورة المادية البحتة للاشياء،حين يأتي الحديث عن البيت او ما تبقي منه وإن كانت صورة احد شهداء الوطن على جدار منزله ..الوطن قضية ؟ هل القضية هي الاهل والاشياء علي صورتها البسيطة ام علي قيمتها في ذاتها ام في ذواتنا الي تضفي عليها قيمة العمر والمحبة والذكريات والحياة ؟ ان تصبح حةائط بيتك المعتقة بروائح طهي زوجتك وبخور يوم الجمعة وربما دخان سجائرك ونسيم الفل من حديقة منزلك هي محض هبة من لايملك لمن لا يستحق.

كيف تؤثر البيئة المحيطة في تنشأة الفرد وتصبح عاداته اليومية والدينية ومعتقداته مختلفة وإن اختلف اصله ..وهنا يرمز غسان لفكرة الاعتياد والتعود علي الاشياء حين تعتاد المشهد وتسحبك الحياة يصبح الامر عادياً لا يحتاج بذل مجهود للقيام به كما وصم دوف والده بالتخلف والرجعية كما يصف ايهم حتي الآن الفبسزنيين المرابطين في غزة وكأن شيئا لم يتغير من زمن احتلالهم حتي تاريخ كتابة الرواية وحتى لحظة كتابة هذه السطور بعد قراءتها عام 2024

القضية لا تنتهي والكتابة وتخليد الاحداث من عين رأت الظلم والقهر تختلف ..هذا ما يبقي ليروي قدر المعاناة انت تصف الحالة كما عشتها..الصعوبة حينما لا يصبح علي قيد الحياة من يهتم ان يقرأ او يوجد من يُروى  لهم تاريخ الاجداد وكيف ناضلوا وفدوا الارض بارواحهم بكل استبسال ..ونفوا بكل شجاعة التهمة الخسيسة عن بيع الارض كما ذكرها سعيد علي لسان دوف.

رواية صغيرة الحجم عظيمة الاثر مخفية في فكرة اعادة الحسابات دائما وفي التفكير حول قيمة الاشياء وما يمنحها الاهمية وان ارض الوطن ليست سوي ان تحيا بامان واطمئنان اينما حللت ..الخوف الذي يميت محبتك وينفي الانتماء اذا سادت الاحمال ليس سوى عتاب حي لما تبقي من محبة .

كتب الله لفلسطين وغزة التحرير ومنح العمر لمن عاش وفدا ليروي قصة النضال من اجل الوطن ويثبت ان للبيت رب يحميه وللارض رجال لا يرحلوا مهما كلفهم الامر ..ورد الحق لاصحابه وابقي البلاد لاهلها.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق