السيدة الزجاجية > مراجعات رواية السيدة الزجاجية > مراجعة Marwa Alieldeen

السيدة الزجاجية - عمرو العادلي
تحميل الكتاب

السيدة الزجاجية

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

ثومة "السيدة الزجاجية"

في حرارة الأحداث وفرن الحياة الكبيرة انصهرت وتشكلت مرات تلو مرات. وكانت أكثر صلابة حينما اعتزلت الناس وحياتهم عن طريق الصُدفة، وأعادتها إلى مجرى الأحداث وحطمت صَدَفة عُزلتها أيضًا صُدفة.

لم تُفاجئنا الرواية وحياة "ثومة" بغير تشققات في الزجاجة. من القاع حتى العُنق.

منذ أول صدمة والشروخ تمتد حتى وصلت لأبشع مرحلة؛ وهي سرطان الزجاج. فجأة ينفجر ويتحول إلى شظايا، لكن السيدة الزجاجية سقطت في فرن حقيقي وتشكلت على هيئة عُنق لن تُفلت منه. وربما لم يُفكر البشر في تحنيط أحبائهم بهذه الطريقة. أن تتحول الجثة إلى تحفة زجاجية، أو مُجرد نفاية إنسانية. مُجرد حفنة من الرماد معجون بحفنة من الشرايين ورأس خالية من الأفكار، ولسان خالٍ من اللغة.

انطفأت أسطورة المرأة الزجاجة، أو السيدة التي صارت زجاجة بفعل الحرق. الصهر حيًا.

ربما تحدث كوارث من هذا النوع، لم تُلاحقني حادثة انصهار ضحية داخل صهريج أو فرن زجاجي من قبل، لكن مُجرد التخيُّل، والألم الذي شعرت به الضحية وتفادى المُؤلف أن يتحدث عنه بكلمة، بل لفت النظر إلى الواقع بعد أن تتبدد منه "ثومة" بطلة الرواية ذات المأساة اللانهائية.

وأطلق المُؤلف لخيالنا العنان أن نتألَّم بالنيابة عنها، ونحن وكأننا أخواتها، أو جارها الكسيح، أو ابنها الذي لم يعرف اللغة أبدًا لكنه عرف الحب والرعاية برأسه الكبير، وزهد الدنيا حتى تساقط جسده، وتداعت روحه فانزلق كالزلال على كرسي القعيد..

الرموز التي استخدمها المؤلف في الرواية والتصريح حول الجسد، منذ إهانة البدن بالضرب، وعناء ولادة طفل مشوه، والاحتراب ضد قوانين الانسان والطبيعة والاختباء بحفرة..

حكاية عن الهرب من المحتوم.

حكاية عن كسيح يدفع عربة كسيح. ويتركه ويموت، كي يرعاه كسيح آخر بعين منطفئة وجسد نصفه اصطناعي، وتقريبا منزوع القلب.

الطريف أن "سعد" الجار العجوز الكسيح عديم الحيلة، لم يقو على المكر والاحتيال واعتناق الشر إلا على من ألقمت الكنكة البُن من عرقها الساخن.

وتأجج شرّه في لحظة مثالية وهو يرى الطفل المُعاق يذبُل أمامه في ساعات. فيُدير وجهه ويأكل بشهية، وكعادته في الاحتفال يُدخن ثلاث سجائر مُشعلا واحدة من بُوز أُخرى!!!

مشاهد لابد أن يعيشها القاريء بنفسه. فخير ما نقوله عن رواية أنها جديرة بالقراءة، وتستحق الوقت.

ولا أعتب على المؤلف في بضع عبارات مُبالغ في حكمتها على لسان ثومة، التي أنطقت تراچيديا موتها كل مفاتيح الحكمة.

البداية المُدهشة، والنهاية المُروعة.

نحتاج روايات كهذه من آن لآخر كي نتطهر

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق