بإيقاع هادئ وسرد عذب، تأخذنا الكاتبة في رحلة مع الأمومة والصداقة والخذلان وأنواء الحياة. وما بين يوميات تتنقل فيها بين المدارس وتنقل لنا من خلالها معاناتها مع تعليم أولادها، وخطابات تكتبها لصديقتها لتزيح فيها عن صدرها ما لا تستطيع البوح به لشخص أخر، تقص علينا حكاية امرأة وزوجة وأم تشبه الكثيرات مننا.. وحيدة، قوية وهشة في آنٍ واحد، يحدوها الحنين لماضٍ ولَّى ولأعزاء رحلوا، تتقاذفها أمواج الحياة فتتشبث بأطفالها وتقاوم قدر استطاعتها، تأتي كتابتها كاستغاثة مكتومة ولوم صامت بلا كلمات وتعبير عن قسوة الحياة التي عز فيها الأمل والرحمة. وتختتم الرواية بصرخة تمس القلب من فرط صدقها: "يا لقسوة الأمل حين يملأ روحنا بغير الحقيقة!" فلا نملك إلا التفكير في معانٍ جسدتها بسلاسة وبكتابة شديدة العذوبة.