أحلام نائل سويدان > مراجعات رواية أحلام نائل سويدان > مراجعة دينا ممدوح

أحلام نائل سويدان - أحمد عبد العزيز
تحميل الكتاب

أحلام نائل سويدان

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

النبذة عن الرواية جعلتني أتخيل مضمونها، الغلاف أيضًا كان ملفت يحمل الكثير من الأفكار التي تجعلك تتساءل ما الموجود داخل صفحاتها، والاسم نفسه أيضًا اختيار اسم البطل الذي سميت باسمه الرواية كان عامل جذب مهم لأن الاسمين من الاسماء الرنانة والملفتة.

إذا ما بدأت بالمقدمة سنجدها طويلة وللمرة الأولى اقرا مقدمة بهذه الفكرة لرواية فالكاتب يحكي عن موقف حدث معه حقيقة وهو أن شخص كان ينقل كل ما يكتبه على صفحته الشخصية ومقتنع بشكل تام أنه هو صاحب كل تلك المنشورات ولم يسرقها، حتى أن مفر الكاتب الوحيد هو أن يضعه في قائمة الحظر، المقدمة ذكرتني جدًا بأسطورة رفعت في سلسلة ما رواء الطبيعة، فجأة يجد رفعت نفسه أمام شخص نسخه منه يملك تفاصيل حياته وذكرياته وماضيه حتى اصابه الشك في نفسه ذاتها، فتوقعت أنني سأقرأ ما يشبه ذلك، ولكن كان الأمر هنا مختلف.

في بداية الرواية تجد إنك أمام عائلة تقليدية لكل منهم حياته وما يشغله إلا نائل الذي يجلس وحيدًا في منزله يبحث عن وسيلة للفرار من الممل بعد أن أصبح على المعاش، ليأتي إليه في يومًا ما شخص يدعى شريف، يخبره بوسيلة للسفر عبر الزمن وماذا حدث بعد الالاف من السنوات ولماذا يرغب في أن يسافر هو ليجعل التاريخ يتغير مرة أخرى ويعيد لمصر أمجادها، فعاد نائل بالزمن ليصنع الفرق، فصنع فرق بالفعل ولكنه لم يكن ما خطر بباله ليستيقظ ويجد أن حياته انقلبت رأسًا على عقب.

على خط أخر من الرواية نجده يحكي عن منيرة أبنة نائل وعلاقتها بالكاتب عز الدين الذي تحاول تشجيعه على كتابة رواية عمرة التي ستبقى خالدة ولكنه لا يجد الفكرة فتقرر أن تتركه لعدة أشهر والتي وجدتها حركة غير مفهومة من امرأة تحب ولكنها بالتأكيد حركة مفهومة تمامًا من امرأة تبحث عن وسيلة تمكنها من لفت الأنظار بالكاتب الكبير ورواياته العبقرية فقط، لنجد بعد ذلك نقطة التماس ما بين كل ما فعله نائل للتغير في الزمن وبين ما كتبه عز الدين وما فعلته منيرة.

يمكنني القول أن الرواية منقسمة لقسمين؛ الأول يأخذك في رحلة عبر التاريخ فتتعرف على المناضلين في ثورة 1919، و قانصوة الغوري والمماليك والمجاعة التي عاشتها مصر ، ثم تجد نفسك في النصف الثاني من الرواية يختلف الأمر تمامًا لا تعلم هل هي اجتماعية أم نفسية أم تتحدث عن حقوق الملكية الفكرية، وكأنك انتقلت إلى رواية أخرى تمامًا وللحقيقة أحببت الجزء الثاني بكل تفاصيله أكثر بكثير من الأول الذي كان ملئ بالتفاصيل والحديث الطويل الممل.

أحببت خيال الكاتب في فكرة النتائج التي حدثت بعد التغيرات في التاريخ على مدار سنوات، أفكاره عن ماضي ومستقبل مختلف ما بين كبوة وازدهار كان رائع.

السلبيات بالنسبة لي في الرواية يأتي في مقدمتها الاستفاضة في التفاصيل والشرح بطريقة اصابتني بالممل بشكل بالغ وجعلتني أجري بعيني فوق الكلمات لأتتبع الحدث ليس إلا، هل مطلوب من نائل أن يكون ملم بالتاريخ حتى يفهم كل ذلك، وملم بالطاقة وملم بالقانون وملم بكل شيء شرحه في البداية وفي النهاية؟ لا. فكان الكاتب يشرح بأدق أدق التفاصيل وكأنه يحادث طفل صغير.

النهاية منقسمة بالنسبة لي لجزئيين، الأول وهو بعد أن تركوا نائل وحده وخرجوا قبل جلسة المياه الدافئة، الثانية عندما عاد له عز الدين مرة أخرى ليبوح له بالسر، كنت أتمنى للغاية أن تتوقف الرواية عند النهاية الأولى، لأن النهاية الثانية تعتبر بالنسبة لي من أسوأ البلوت تويست التي قرأتها، نهاية جعلتني لا أفهم أي شيء خاصة وأنها تلميح ربما لجزء ثاني من العمل والذي لا يستحق بالمرة ذلك، فالجزء الأول من الرواية المتعلق بالسفر عبر الزمن والذي يتعلق به أيضًا البلوت تويست في تلك الجزئية لم يكن الأفضل فلا يمكن الاعتماد عليه لبناء جزء ثاني من وجهة نظري.

عرفت مكان أحلام وعرفت سر الحاج مراد قبل أن يطرحه الكاتب لأنه كان يوضحه ما بين سطور الرواية وأكثر من مرة مما جعلني ألتفت إليه سريعًا ففقدت واحدًا من عناصر المفاجأة والقوة في نهاية الرواية، وربما لو استطاع اخفاءه أكثر كانت المفاجأة ستكون أفضل.

اقتباسات:

❞ في مرحلة من العمر، يشعر الإنسان بنوع من الغُربة عما كان يظنها حياته، يدرك في وقت من الأوقات أن حياته التي ظن أنه يعرفها جيدًا، ويحبها، لم تكن سوى طريق بدأه منذ سنوات وأجبِر على السير فيه دون وعي ❝

❞ في تلك الحياة، الجميع محاربون، لم يكن ينبغي تعريف تعبير المحارب بالمقاتل في ساحة المعارك فحسب، كان ذلك خطأ فادحًا، فمعترك الحياة ممتلئ بالساحات، يعج بالمحاربين من كل الأصناف.‏ ❝

❞ من يمتلك معرفة المستقبل يا سيدي يمكنه العبث بالماضي والحاضر كلعبة شطرنج، ❝

‏❞ في معترك الحياة قد لا يتوافّر لك الوقت أحيانًا لتتمكّن من الحساب والعدّ، تسرقك عقارب الساعات، وتختطفك أوراق نتيجة معلّقة على الحائط، تنتهي واحدة لتعلّق مكانها واحدة جديدة، تقطع أولى أوراقها ذات صباح، قبل أن يأتي عليك صباح تقطع فيه  الأخيرة، دون أن تدرك كم كان الفاصل بين الورقتين. شيء ما يُسيطر على وعيك، يمنعك من إدراك تواريخ الأيام. كأنه آلة زمن تسير بك مسرعة، لا يمكنك إيقافها أو حساب ما سلبته منك من سنوات..‏ ❝

‏#مسابقة_قراءات_قبل_المطبعة

 #دار_الرسم_بالكلمات

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق