بيت الورق > مراجعات رواية بيت الورق > مراجعة نهى عاصم

بيت الورق - كارلوس ماريا دومينغيث, محمد الفولي
تحميل الكتاب

بيت الورق

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

بيت الورق

ل كارلوس ماريا دومينغيث

ترجمة محمد الفولي

تقول الناقدة الأدبية ميراندا فرانس عن الرواية في صحيفة "ذا تيلي جراف":

"هذه حكاية تحذيرية جذابة حول أخطار امتلاك الكثير من الكتب"..

يالها من بداية شيقة ومخيفة للقراء..

يبدأ الكاتب روايته بمشهد بعنوان واحد، وكتب فيه ❞ في ربيع ١٩٩٨، اشترت بلوما لينون نسخة قديمة من كتاب "قصائد إيميلي ديكنسون" من إحدى مكتبات سوهو، وحين وصلت إلى القصيدة الثانية، قرب أول ناصية، صدمتها سيارة. ❝

كان هذا في إنجلترا..

ثم بدأ يسرد حالات مشابهة بعضها مضحك لما حدث لبلوما حتى أن بطل الرواية تقول له جدته كلما رأته يقرأ:

❞"كف عن هذا، فالكتب خطيرة". آمنتُ طيلة سنوات بجهلها، لكن الزمن أثبت لي رجاحة عقلها الألماني.❝

ولكنه لا يلبث أن يحل محل القتيلة في القسم ويشغل مكتبها ويدرس ما كانت تقوم بتدريسه من مناهج..

وذات صباح يتسلم البطل رسالة موجهة لبلوما عبارة عن نسخة مهترئة من كتاب "مسار الظل" لجوزيف كونراد.

وعليه جزيئات صغيرة من الأسمنت..

كان من المعروف أن بلوما كانت تحضر بحثًا عن الكاتب هذا، ولكنه اكتشف أن الإهداء عليه بتاريخ عام ١٩٩٦ من بلوما نفسها لشخص يدعى كارلوس وأن هذا الكتاب لازمها لسنوات طوال، وأنه ملعون..

أخذ بفضول غريب يحاول معرفة من أرسل الكتاب كي يعيده إليه، ثم توصل إلى شخص من الأوروغواي يدعى كارلوس براور قد شارك بلوما إحدى المؤتمرات..

فيقرر السفر إلى أمه في بيونيس آيريس، ويمر على هذا الرجل في مدينة روتشا في أوروغواي ليسلمه الكتاب ويبلغه بوفاة بلوما، وليطفئ فضوله في معرفة سره..

وهنا تبدأ روايتنا..

من شخص إلى آخر يتحدثان عن كارلوس وعن بلية أو لعنة هذا الكتاب.. فالأول دينارلي يبلغه عدم تمكنه من معرفة مكانه، ويرسله إلى الثاني ديلغادو الذي يتحدث مطولًا عنه وعن حبه وعشقه للكتب وللقراءة وما حدث له، وعند الحديث عن بلوما يسأله سؤالًا عجيبًا:

هل ماتت وفي يدها كتاب لإيميلي ديكنسون؟

ومن حوار إلى آخر يحكي له ديلغادو عما فعله كارلوس بكتبه من فعل جنوني في روتشا..

فيذهب بطل الرواية إلى روتشا ليرى بنفسه بيت الورق..

إنها رواية عشق وجنون غير مسبوقين للكتب أوصلت أصحابها إلى نهايات عجيبة..

تحدث الكاتب عن صناعة الكتب في الأرجنتين باستفاضة وعن الكاتبان ريكاردو بيغليا وخوان خوسيه ساير ككاتبين لديهما استراتيجية أن يكونا قامتين جديدتين في مسار الأدب الأرجنتيني..

عشرات من المقولات أعجبتني في هذه الرواية اخترت منها:

❞ كيف لي مثلًا أن أتخلص من الكتب الأخرى المنفية منذ سنوات في أعلى الأرفف من دون مساس وهي صامتة رغم كل شيء، وسط الوفاء المتبادل الذي يمنحه كلٌّ منا إلى الآخر؟ ❝

❞ أحيانًا يغدو التخلص من الكتب أصعب من الحصول عليها، إذ تنتسب إلينا عبر معاهدة قوامها العوز والنسيان، كأنها شهود على إحدى لحظات حياتنا التي لن نعود إليها، لكننا نظل نحسبها جزءًا منا، ما دامت هناك. ❝

❞ قد نفضل أن نفقد خاتمًا أو ساعة أو مظلة، على فقدان كتاب لن نقرأ صفحاته مرة ثانية، لأن هذا الصفحات تحتفظ بين طياتها وفي الصدى الجهوري لعنوانها، بإحساس قديم، وربما ضائع. ❝

"لكن براور كان دائمًا قارئًا مندفعًا. كلما امتلك مالًا، أنفقه على الكتب. أدركت أن داءه لا علاج له حين تعرفت إليه منذ سنوات عند منافذ بيع الكتب في تريستان نارباخا، فهي مسألة يراها المرء في بشرة مدمني الكتب الشبيهة نوعاً ما برق الكتب".

"ضمت جدران الحمام كافة كتبًا، باستثناء منطقة الاستحمام، وإن كانت لم يمسسها سوء، فمرُّد الأمر إلى أنه كف عن التحمم بالماء الساخن لتفادي البخار. سواء في الصيف أم في الشتاء، تحمّم دائمًا بماء بارد".

❞ وليس قليلًا عدد الكتب التي احتفظت داخلها وهي فوق الأرفف بخطابات ومال وأسرار مخفية. لهذا فالبشر قادرون أيضًا على تغيير مصير الكتب. ❝

إنها رواية في حب الكتب رغم تطرف بعض من أحبها..

#نو_ها

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق