على أنغام أغنية ( الغربة ) للفنان اسماعيل البلبيسي يمكن أن نستمتع بهذه المجموعة القصصية التى تدور حول عنوان رئيسي هو الاغتراب.
الاغتراب يبدأ أولاً من داخل الوطن الذى يلفظ ابنائه ويدفعهم إلى الهروب بحثاً عن وطن أخر عسى أن يجدوا فيه الأمان والعيش الكريم.
القصص تستعرض لنا نماذج عديدة من حال المغتربين فى دول النفط وما يتعرضون له من مشاكل وأزمات ومهانة فى سبيل البحث عن حياة كريمة لهم ولأسرهم.
تحتوى المجموعة على ١٢ قصة قصيرة يأتى على رأسهم أهم وأفضل قصة بعنوان ( عيون مسافرة عبر الرمال ) التى لخصت ببراعة أكبر وأهم أزمة يعانيها المغترب وهى اهدار كرامته. الحقيقة أن كرامته كانت مهدرة بالأساس فى وطنه الأم فلا عجب لما يلاقيه فى الغربة.
تنتهي المجموعة بقصة جميلة ( هجرة ) والتى تمثل الهدف الأساسي لمن أصبح غريباً داخل وطنه حتى لو تخلى عن كل ما يربطه بهذا الوطن من ذكريات وحكايات عاشها يوماً ما.
حكايات مؤلمة وواقعية جداً عن بشر ممزقين بين الحنين إلى الوطن الذى لفظهم وبين الغربة التى تفتك بما تبقى من آدميتهم وكرامتهم.