أكثر من طفل > مراجعات رواية أكثر من طفل > مراجعة Shimaa Allam

أكثر من طفل - شين يانج, يارا أيمن
تحميل الكتاب

أكثر من طفل

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

#قراءات_٢٠٢٤

مع بداية السبعينيات اهتمت الصين بفكرة تنظيم الأسرة و توعية الشعب الصيني لأهمية هذا الأمر ، و مع بداية الثمانينات و في محاولة للحفاظ على موارد الدولة و تنميتها ، سنت القوانين و اتخذت إجراءات و سياسات صارمة جدًا للحد من زيادة السكان ... و كان هذا بتحديد عدد مولود واحد فقط لكل أسرة !!

مع التشديد على الأسر بعدم الزيادة عن العدد المحدد بطرق كثيرة جدًا منها عمليات الإجهاض القسري للحوامل و عمليات تعقيم الذكور و الإناث ، أما من ينجب مواليد زائدة تطبق عليه غرامات مالية باهظة ، يُطرد من منزله للشوارع ، و كثير من العقوبات ، لدرجة أن يؤخذ أطفاله للعرض للتبني من قِبل أسر أخرى.

أما عن الأطفال الزائدة فتعتبرهم الدولة أطفال غير قانونيين ، يحرموا من بطاقة الهوية ، التعليم ، و أي مزايا أخرى تقدمها الدولة لأطفالها ... تخيل كل هذا و أكثر رغم أنهم ليسوا طرفًا و لا سببًا لما اعتبرته الدولة ذنب أو جريمة ؟

و رغم أن هذا القانون المجحف قد خُفف بطرق شتى على مدار ثلاثين عامًا .. إلا أنه ترك أسوأ الأثر في نفوس الكثير من الأطفال الذين عاشوا طفولة غريبة ، طفولة مُطاردة ، أطفال عِرفهم مجتمعهم بالأطفال السوداء .. حرموا من الدعم و الحب ، دفء الأسرة و حماية المجتمع الذي اعتبرهم أعدائه .

كاتبة العمل كانت للأسف الطفلة الثانية لأسرة بسيطة ، اضطرت لتركها حتى تتهرب من الغرامات و العقوبات المترتبة على إنجاب طفل ثاني ، و هكذا عاشت يانج يانج طفولة مشتتة ما بين سنوات أولى مع الجد و الجدة ثم في عمر الخامسة انتقلت للعيش مع عمتها و زوجها و أبنائهم ، عادت لأسرتها في عمر الحادية عشرة لتعيش معهم ثلاث سنوات حتى انتقالها للجامعة و الاستقلال بحياتها ، محطات كثيرة مليئة بالوحدة و القهر نعيشها مع الكاتبة ، ستبكي معها و تضحك ، تخاف و تحلم ، تغضب و تتعاطف ... لكنك في النهاية ستتأكد أنها الحياة التي لا تخلو من يوم حلو و يوم مر فلتسعد بحلوها و لا تنكسر أمام مرها .

تفتح الكاتبة صندوق الحكايات و تروي ما في قلبها من حكي و ذكريات متدفقة ليكون هذا الكتاب معبرًا عن صوت أجيال من الأطفال الزائدة ، راويًا لقصصهم ، شاهدًا على معاناتهم و بداية لتصالح الكاتبة مع نفسٍ عانت الكثير ، و رحلة توديع لسنوات طفولة مؤلمة و عهد قديم نقش أثره في تلك النفوس البريئة.

رحلة إنسانية رائعة جاءت بترجمة مميزة و مشاعر متباينة اختلط فيها الحزن بالفرح و الضحكات بالدموع ... لنتعرف على الآخر و على بعض من معاناة الإنسان.

#قراءات_وترشيحات #كتب_في_كتب

#روايات_عربية #روايات_مترجمة

#أبجد

#أكثر_من_طفل

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق