الأوباش > مراجعات رواية الأوباش > مراجعة Mohammed Makram

الأوباش - خيري شلبي
تحميل الكتاب

الأوباش

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

الناظر يتعاقد مع المندوب على طلب الأنفار بسعر كذا للنفر الواحد .. و يروح يتعاقد مع الحاج سليم على طلب أنفار بنصف السعر الذي تعاقد عليه مع المندوب .. الحاج سليم يتعاقد مع السواقين – و هم صبيان المقاولين في القرى و العزب – على توريد الأنفار و بنصف السعر الذي تعاقد عليه مع الناظر .. السواقون يلمون الأنفار بالأكوام رجل و أولاده. حارة كاملة. نصف عزبة. و النفر الواحد لا يكون له سعر. و كل مجموعة تأخذ عربونا تقسمه على نفسها بمعرفتها .. و الكل في النهاية يعملون بهذا العربون فقط.

يشكو؟ من يشكو؟ إن من يريد أن يشكو عليه أن يعرف أصلا يشكو من لمن؟ ما أكثر ما فكر

ناس في الشكوى. لكن الشكوى لا تخرج أبدا أبعد من جوف المظلوم.الفساد المتسلسل من الأعلى على الأسفل و بالعكس. و منذ عهد الفرعون الأول و حتى عهد الفرعون القزم الذي نعيش فيه الأن و هذه البلد منهوبة من أعلاها إلى أدناها و لا أحد يئن و لا يعرف أصلا ما هو الأنين.

يا بيك لا تحرق دمك مع أمثالنا. لماذا تأكل في نفسك هكذا؟ علينا؟ على الحق؟ على الواجب؟ كل هذا لا يستأهل. إن كان علينا فملعون أبونا. و إن كان على الحق فهو ضائع ضائع. من يوم أن وعيت و أنا أسمع الناس تتحدث عن الحق الضائع. و لم أر هذا الحق يبين أبدا. من أدرانا ... ربما لا يكون هناك ما يدعونه بالحق هذا.

لا يعرف المسكين أن الحق لابد له من قوة تحميه وقت اللزوم و تؤسس لبقائه و لكنه يعلم علم اليقين أن القوة موجودة و يعرف أيضا السبب من وجودها.

قال المرحوم: أين الخفراء؟

قال واحد من الواقفين: ذهبوا ليسلموا السلاح ككل صباح.

قال المرحوم: ليتهم يدعونه في السلاحليك. إنهم لا يهددون به سوى الناس الطيبين الذين هم في حالهم. أين كنت .. و كيف ترد عليَ .. و يوم أبيك أسود .. و قدامي على الدوار .. أنا رايح أصلي الفجر .. فجر يا ابن الكافر؟ .. سأشتري دخان .. دخان في عينك .. هذا و الله ما نأخذه من البنادق المعلقة على الأكتاف.

و لأنها دائرة مغلقة على نفسها فقد كتب على من يتتبع أسبابها و يسبر أغوارها و يحاول استكشاف الداء لخطوة أولى للبحث عن العلاج نراه يدور في المتاهة و تغلق عليه الدائرة أطرافها و يبتلعه مركزها دون أن تلفظه الدوامة أو يرحمه الزمان.

كل واحد في هذا التفتيش يعيش من الثمن الذي يقبضه جزاء سكوته .. هل يفعل أحد شيئا؟ .. أبدا .. كل واحد يرى و يسكت .. و كل من يقولون له: افعل كذا. يفعل .. و يسكت .. و كل واحد يحب دائما أن يعرف .. ليتعلم كيف يبدو عليه أنه لا يعرف.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق