حلم رجلٍ مضحك > مراجعات رواية حلم رجلٍ مضحك > مراجعة Mohammed Makram

حلم رجلٍ مضحك - فيدور دوستويفسكي, نرمين جمعة
تحميل الكتاب

حلم رجلٍ مضحك

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

في نوفيلا لم تتعد صفاحتها العشرون الا قليلا سطرت الكثير من التعليقات و كتبت الهوامش ثم عندما انهيتها و رجعت لما كتبت مزقته و جعلته هباء منثورا و عدت في الزمن إلى الوراء لرجل كانت تسبقه خطواته و تحلق في أفاق لم نصلها بعد تماما - كدستيوفسكى الرجل الساذج الذى حلم بعالم سعيد - ذهبت لصديقى القديم أمل دنقل شاكيا له ضعف أي كلمات قد أكتبها تعليقا على تلكم الصفحات القليلة و وجدت عنده الجواب كالعادة في قصيدة

قلتُ: فليكن الحبُ فى الأرض. لكنه لم يكن!

قلتُ: فليذهب النهرُ فى البحرُ. والبحر فى السحبِ.

والسحب فى الجدبِ. والجدبُ فى الخصبِ. ينبت

خبزاً ليسندَ قلب الجياع. وعشباً لماشية

الأرض. ظلا لمن يتغربُ فى صحراء الشجنْ.

ورأيتُ ابن آدم – ينصب أسواره حول مزرعة

الله. يبتاع من حوله حرسا. ويبيع لإخوته

الخبز والماء. يحتلبُ البقراتِ العجاف لتعطى اللبن.

* * *

قلتُ فليكن الحب فى الأرض. لكنه لم يكن.

أصبح الحب ملكاً لمن يملكون الثمن!

.. .. .. .. ..

ورأى الربُّ ذلك غير حسنْ!

***

قلت: فليكن العدلُ فى الأرض؛ عين بعين وسن بسن.

قلت: هل يأكل الذئب ذئباً. أو الشاه شاة؟

ولا تضع السيف فى عنق اثنين: طفل.. وشيخ مسن.

ورأيتُ ابن آدم يردى ابن آدم. يشعل فى

المدن النارَ. يغرسُ خنجرهُ فى بطون الحواملِ.

يلقى أصابع أطفاله علفا للخيول. يقص الشفاه

وروداً تزين مائدة النصر.. وهى تئن.

أصبح العدل موتاً. وميزانه البندقية. أبناؤهُ

صلبوا فى الميادين. أو شنقوا فى زوايا المدن.

قلت: فليكن العدل فى الأرض.. لكنه لم يكن.

أصبح العدل ملكاً لمن جلسوا فوق عرش الجماجم بالطيلسان –

الكفن!

… … …

ورأى الرب ذلك غير حسنْ!

* * *

قلت: فليكن العقل فى الأرض..

تصغى إلى صوته المتزن.

قلت: هل يبتنى الطير أعشاشه فى فم الأفعوان.

هل الدود يسكن فى لهب النار. والبوم هل

يضع الكحل فى هدب عينيه. هل يبذر الملح

من يرتجى القمح حين يدور الزمن؟

* * *

ورأيت ابن آدم وهو يجن. فيقتلع الشجر المتطاول.

يبصق فى البئر يلقى على صفحة النهر بالزيت.

يسكن فى البيت؛ ثم يخبئ فى أسفل الباب

قنبلة الموت. يؤوى العقارب فى دفء أضلاعه.

ويورث أبناءه دينه.. واسمه.. وقميص الفتن.

أصبح العقل مغترباً يتسول. يقذفه صبية

بالحجارة. يوقفه الجند عند الحدود. وتسحب

منه الحكومات جنسية الوطنى.. وتدرجه فى

قوائم من يكرهون الوطن.

قلت: فليكن العقل فى الأرض. لكنه لم يكن.

سقط العقل فى دورة النفى والسجن.. حتى يجن

… … … …

ورأى الرب ذلك غير حسن!

(الإصحاح الرابع)

قلت: فلتكن الريح فى الأرض؛ تكنس هذا العفن

قلت: فلتكن الريح والدم… تقتلع الريح هسهسة؟

الورق الذابل المتشبث. يندلع الدم حتى

الجذور فيزهرها ويطهرها. ثم يصعد فى

السوق.. والورق المتشابك. والثمر المتدلى؛

فيعصره العاصرون نبيذاً يزغرد فى كل دن.

قلت: فليكن الدم نهراً من الشهد ينساب تحت فراديس عدن.

هذه الأرض حسناء. زينتها الفقراء لهم تتطيب.

يعطونها الحب. تعطيهم النسل والكبرياء.

قلت: لا يسكن الأغنياء بها. الأغنياء الذين

يصوغون من عرق الأجراء نقود زنا.. ولآلئ

تاج. وأقراط عاج.. ومسبحة للرياء.

إننى أول الفقراء الذين يعيشون مغتربين؛

يموتون محتسبين لدى العزاء.

قلت: فلتكن الأرض لى.. ولهم!

(وأنا بينهم)

حين أخلع عنى ثياب السماء.

فأنا أتقدس – فى صرخة الجوع – فوق الفراش الخشن!

(الإصحاح الخامس)

حدقت فى الصخر؛ وفى الينبوع

رأيت وجهى فى سمات الجوع!

حدقت فى جبينى المقلوب

رأيتنى : الصليب والمصلوب

صرخت – كنت خارجاً من رحم الهناءة

صرخت؛ أطلب البراءة

كينونتى: مشنقتى

وحبلى السرى:

حبلها

المقطوع!

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق