أكثر ما أحببت في سلسلة كوكتيل ألفين للراحل نبيل فاروق كان القصص القصيرة. كان عالما جديدا على عقلي الصغير حينذاك و كان أكثر ما تميز به هو أنك تقرأ عملا ممتعا في دقائق قليلة حابسا أنفاسك من البداية و حتى النهاية.
إثارة حقيقية تنتهي غالبا بنهاية غير متوقعة تجعلك منتشيا و كأنك أكلت قالبا من الحلوى أو بولة آيسكريم.
بعد ذلك قرأت أنواع أخرى من القصص القصيرة لنجيب محفوظ و يوسف إدريس و أنطون تشيخوف و كانت مختلفة تماما. إذ لم تعتمد على عنصر الإثارة غالبا و لم يكن لها نهاية في كثير من الأحيان و كان أكثر ما يسبب غيظي منها هو تلك النهايات المفتوحة إلى أن صرت أنضج و علمت أن النهايات المفتوحة أكثر واقعية و أفضل فنيا و أكثر احتراما لعقلية القاريء و نضجه.
أحب القصص القصيرة بصفة عامة و أجتهد في استخلاص مراد الكاتب و رسالته من القصة و يتفاجأ الكتاب كثيرا بتفسير القراء لقصصهم و لكنهم يتقبلون كافة التفاسير بلا ضغينة حيث أن القاعدة تقول أن القصة تصبح ملك القاريء بمجرد نثرها على الورق.
القصة هنا قصيرة جدا و مثيرة جدا كعادة أحمد فواد و لن أكرر ما قلته تقريبا في مراجعاتي لكل قصصه الجميلة بأننا ننتظر الضربة الكبرى له بعمل أكثر طولا أو بمجموعة قصصية مترابطة لأننا أحببنا كتاباته و ما عاد يرضينا منها و منه إلا وجبة مشبعة