إنها القاهرة، المدينة القاسية، التي تبتلع كل من أتى إليها، لتشكله وفقاً لمزاجها الخاص. فتتحول البراءة والسذاجة إلى كائن آثم مُحمل بالخطايا. وكأن شرط العيش في هذه المدينة هو تقديم قرابين من العنف الغير مبرر.
نهاية غير متوقعة، وللأمانة كل التحركات والعلاقات في هذه الرواية لا يمكن تخمين نهايتها. تصرفات البطلة بشكل عام في بعض المواقف كانت محيرة، ويصعب تفسيرها.
❞ «ليست العاصمة سوى جثّةِ ضبعٍ تنهشها مليونَا دودةٍ وبضعةُ نسورٍ، وأنا إحدى تلك الدّيدان، أحاول أن أتوازنَ بين الشّراهةِ الّتي تخلق لعابي فوق وليمتي المتعفّنة، والرّعبِ من أن يلتقطني منقارُ نسر». ❝
استعارة معبرة عن حال سكان العاصمة وردت على لسان إحدى شخصيات الكاتب سفيان رجب في روايته قارئة نهج الدباغين، لكنها ذكرتني تلقائيًا ببطلة رواية "حشيش سمك برتقال".
استحوذت علي اللغة، والأسلوب الساحر، السهل الممتنع، الذي يجعلك تعيش كل تفاصيل الشخصية بخيرها وشرها. أسلوب خاص متفرد، له شخصيته المستقلة عن أي أسلوب لكتاب آخرين.