سنوات الجري في المكان > مراجعات رواية سنوات الجري في المكان > مراجعة Mohamed Farid

سنوات الجري في المكان - نورا ناجي
تحميل الكتاب

سنوات الجري في المكان

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

رواية سنوات الجري في المكان

نورا ناجي من جديد - وروايتها الأخيرة والتي رشحها الكثير من أصدقائي لكي اقرأها وبالفعل هي على قائمتي من فترة ليست بالقصيرة!

أنا لن أتكلم عن اللغة فلغة الكاتبة دائماً رائعة ومضبوطة على الميزان فتجدها خفيفة ولطيفة ولها طعم وطالع ممتع. ولكنني سأتكلم عن الأسلوب واختيار الفصول بأسماء الألوان أو المذاقات أو الأصوات وكيف استطاعت الكاتبة بتوظيف تلك العناصر لتقص الحكاية وتسرد الأحداث ! كبف استطاعت أن تحول تلك الفترة بأحداثها السياسية إلى هكذا رواية مكتوبة ببراعة منقطعة النظير لتقفز بين ما يراه من كان في الميدان من الأحياء وما شعر به وعاينه الشهداء! كيف استطاعت أن تقفز بين الماضي والحاضر بتلك الانسيابية في الجملة الواحدة دون أن نشعر بالارتباك او التوهان!

جميل هو قلمك يا نورا وجميلة هي كتاباتك وأفكارك!

الكثير من الاقتباسات فما اخترته هنا هو غيض من فيض:

"كل من حولنا يملكون أسبابًا للحزن، وكلنا نسير في صمت وكأننا لا نشعر بشيء، لكننا نشعر بكل شيء."

"عندما تلقيت الرصاصة توقف الزمن، توقفت الأغنية عن الدوران في عقلي، وغرقت في ظلام غريب لا يشبه النوم، ظلام سائل لزج أحاط بي، لم أتوقف عن التفكير، شعرت بجسمٍ ساكن خلف عيني اليمنى، ثقيل وبارد، لم يؤلمني لكنه أزعجني بشكل ما. لم أعد قادرًا على الكلام ولا تحريك يديَّ أو قدميَّ، ثم رأيت كل شيء بوضوح أكبر. تماوجت أمامي الألوان ورأيت مشاهد لا أعرف إن كانت حدثت أم لا. لم يكن الموت سيئًا جدًّا، كنت أقول دائمًا من يموت يستريح، التعب لمن يظل على قيد الحياة."

يا لجمال هذه الفقرة: "أنا أيضًا لست ببطل، كنت خائفًا من الموت، ولم أرغب في النزول إلى الميدان حتى آخر لحظة، لكن وجه أبي المتعب، وفستان أمي الأزرق، ومدخل البنك البارد، ووجه المحاسب الخجل، وبدلة النقيب محمد، وبرجولا كلية الفنون الجميلة، وحوائط المكتب الخشبية، والنافذة المطلة على سماء سوداء، وحذاء أبي البالي.. دفعوني إلى النزول."

"البرتقالي على الرغم من زهوته منكسر، وكأنه يمنح السعادة دون أن ينالها، قلب حبات المانجو الناضجة في صيف حار، قشر برتقال لامع في شتاء قاسٍ، التناقض بين هدوئي وبين صخبي، بين حزني وبين سعادتي، بين غربة أبي وحضوره، بين ضعف أمي وقوتها، بين الصوت المستكين لشهادات الناجين من الغرق وبين اهتزاز خفي يظهر في مقاطع الحروف. البرتقالي لون آلي، له رنين المعدن وبرودته، له حرارة الخوف وطعم العرق."

“مذاق الموت: ريق يملأ الفم. ملح يملأ القلب، طعم انسحاب البنج من الجسم، تصاعد البرودة إلى الحلق. وَهَن يصيب الركبتين. الموت مثل وجبة فاسدة يأكلها جوعان. مثل طعام الأطفال المهروس في وعاء بلاستيكي. مثل غلي أرجل الدجاج في حلة صدئة."

"يُسمع الصوت من الحشود وكأنه يصدر من داخلهم، أفواههم أحيانًا مغلقة، لكن الصوت يخرج من أعينهم، من أصابعهم، من البثور على جلدهم."

#فريديات

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق