الجريمة، ليبدأ العقاب في الجزء الثاني. عذاب نفسي و بدني للقاتل راسكولنيكوف. عذاب لاحقه حتى قبل أن تتم الجريمة.
هل يحقّ للإنسان أن يقتل أخيه الإنسان تحت أي ذريعة؟ هل يرتاح القاتل بعد إتمام فعلته؟ و هل القتل هو خطأ مثل غيره يتعلم القاتل منه "درساً" ؟
هذه الأسئلة و غيرها الكثير طرحها الأديب الروسي دوستويفسكي في جزئي روايته الأشهر "الجريمة والعقاب".
من خلال قصة مليئة بالتفاصيل و شخصيات كثيرة يحلّل الكاتب غموض النفس البشرية. نفس تتأرجح بين كفتي ميزان: بين الخير و الشر.
فقد جمع دوستويفسكي في شخصية راسكولنيكوف تناقضات عديدة يمر بها الإنسان في حياته كلّها، لكنّه اختصرها ببضعة أيام. لذلك وجدت هذه الشخصية معقدة و غير طبيعية. و كأنها حياة إنسان و ردات فعله على مواقف شتّى لكنها معروضة بفيديو بثوان قليلة و بشكل مكثّف.
أمّا المفاجأة فهي النهاية. لم أكن أتوقعها صراحة! ولادة من جديد، وجدتها منطقية.
بالمختصر المفيد، "الجريمة والعقاب" تحفة أدبية يجب أن تقرأ!