المنكوح > مراجعات رواية المنكوح > مراجعة Ahmad Khamis

المنكوح - نسرين النقوزي
تحميل الكتاب

المنكوح

تأليف (تأليف) 3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

قرأت رواية المنكوح للكاتبة اللبنانية نسرين النقوزي

الحقيقة أنني لا أريد أن أدخل نفق النقد لأنني لستُ مؤهلاً لذلك، ولن أثخن في الإطراء والمديح الذي بتُّ أشعر أنه يضعف من قيمة العمل سيما في وقتنا الحالي زمن المجاملات والإطراءات المبالغ بها.

كل ما أريد قوله هنا كقارئ استمتع بالمآساة التي شرعت نسرين بحياكتها منذ لحظة دخول الرواية الأولى.

ربما ثقيلة على الوجدان أن يقول المرء أنه استمتع بالمآساة.

في الواقع لا يمكننا ذلك، لكن الواقع الأدبي مختلف بعض الشيء سيما أننا كمجتمع يقف على حافة هاويات لا تختلف من حيث عمقها فكلها تنتهي بالجحيم.

في المنكوح....

حسان ومجيد طرفي الرواية اللذين حاكا حبكتهما وصراعها الخاص القائم على الحب للحب، الخير للخير وليس الصراع الذي نعرفه القائم على جدلية الأبيض والأسود، جدلية النقيضين، الأكليل والسيف، الماء والنار وإلى ما هنالك من مفاهيم أرشفها الزمن بحكم أن الصراع الآن أخذ أشكالاً مختلفة تعتمد على الوعي، فالخيّر الجاهل سيهزم والشرير الواعي سينتصر حتماً وهذا ما يحدث الآن.

رواية المنكوح رواية من الوزن الخفيف ورقياً، الثقيل بحجم القضايا التي تم معالجتها وطرحها فيها .

الفقر، الهوية، التشرذم، فقدان الأمل، والمستقبل الحالك المجهول.

كتبت نسرين روايتها التي قالت بإهدائها إنها ليست أكثر من صوت مجيد المبحوح ذلك الأمازيغي الذي يعرف من يكون رغم رقوده على أرض تتفنن بحرق أشجارها، أرض تسخر من تربتها وتجيد اعتقال الصراصير التي تدب تحت أدمتها.

في المنكوح لبنان مفلس قبل أن تعلن الحكومة إفلاس الدولة، والحرب السورية قائمة قبل أن تعلن الإذاعات والصحف ووكلات الأنباء بدء الحرب.

في المنكوح نحن مقسومون، مشرذمون آيدولوجياً قبل أن يقسمنا تشرشل وسايكس وبيكو....

نعم هذا هو الواقع الذي نصر على عدم رؤيته، نغطي شمسنا بغربال ونختبئ خلف أصابعنا حذر العواصف ...

نسرين كانت عبثية كمجيد لم تأبه لمكان أو زمان، صرخت عبر رسائل مسنجر في وجه القوالب والأطر واللباقات التي أكلت رؤوسنا أكلاً.

الحقيقة أنني حاولت أن أجد مدخلاً أحاجج نسرين فيه، أن أخلق ثغرة أزحف من خلالها إلى عالمها الذي أرادته رافضاً ساخراً غير مكترث.

نسرين دخلت إلى نصها من بابه الأكبر، باب الفجيعة التي لم تحدد لها زماناً وكأنها تقول ما قاله زياد الرحباني

"شو هالساعة اللي من العمر يعني؟ مابعدو حنا حنا وبعدو جبران تويني ليلية بيدهشنا, بس مأخر ساعة.

انو اذا بدكن تعملو شي منيح , غيرو جبران تويني يا خيي ما تلعبو بالساعة تركوها للساعة"

أحببت تلك الانسيابية في السرد التي كانت تدفعني للاستغفار والتسبيح تارة وللضحك تارة أخرى وللتأمل مرات ومرات.

إيقاع النص كان هادئاً أحيانا، مستفزاً في كثيره.

نسرين النقوزي واثقة بمقدرتها اللغوية وببراعتها السرية.

النص ناضج وواع جداً، دخلت نسرين فيها بمبارزة وجه لوجه مع مجتمعها، عاداتها تقاليدها، وقررت عدم إطالة المعركة دون جدوى وبهذا اختصرت على نفسها كثيرا من الكلام.

عزف صولو بآلات وأدوات متنوعة

أحيي نسرين وشخوص روايتها حسان مجيد وقططه السبعة والكلب.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق