عداء الطائرة الورقية > مراجعات رواية عداء الطائرة الورقية > مراجعة Rudina K Yasin

عداء الطائرة الورقية - خالد حسيني, إيهاب عبد الحميد
تحميل الكتاب

عداء الطائرة الورقية

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الكتاب رقم 69/2023

عداء الطائرة الورقية The Kite Runner

خالد الحسيني Khaled Hosseini

"مُخطئون فيما قالوه عن الماضي، لقد تعلّمت كيف أدفنه، إلا أنّه دائماً يجد طريق عودته"

" أرى الآن أن بابا كان مخطئاً، هنالك إله، دائماً كان هناك. أراه هنا، في عيون الناس في بهو اليأس هذا. هذا هو بيت الله الحقيقي، من فقد الله سيجده هنا، ليس المسجد الأبيض مع أضوائه الماسية ومآذنه العالية. هناك إله، يجب أن يكون

" ‫ ـ لا يهم بوسعي الانتظار الأمر مثل التفاح المُر ‫ ـ التفاح المُر؟ ‫ ـ ذات مرة، وأنا صغير جدًّا، تسلقت شجرة وتناولت تلك التفاحات الخضراء المُرَّة انتفخت بطني وأصبحت صلبة مثل الطبلة، وشعرت بالألم أيضًا قالت أمي إنني"‬‬‬

خالد الحسيني ياخذنا وهو الكاتب الافغاني الى بلد كغزة صفته الحرب منذ الاحتلال السوفياتي مرورا بالامريكي والحروب الاهلية والتنظيمات الاسلامية بلد اخذت منه الحرب اكثر مما عطت ، فهل اختلفت سبعينات القرن الفائت عن السنة الحالية 15/12/2023 ؟ الجواب هو لا فمن حرب اللى حرب يا غزة والوجع الكبير ، نعم انها أفغانستان في سبعينيات القرن الماضي: أمير، فتى في الثانية عشرة من عمره، يرغب بشدة بالفوز في مسابقة الطائرات الورقية المحلية، وصديقه المخلص حسن يعد بمساعدته. لكن ما حدث لحسن بعد ظھر ذلك اليوم سيدمر حياتيھما... بعد الاجتياح السوفييتي واضطرار أمير ووالده للھرب إلى الولايات المتحدة الأميركية، يدرك أمير أن عليه العودة يوما ما، إيجاد الشيء الوحيد الذي لا يستطيع عالمه الجديد منحه: التكفير عن الذنب.

"عداء الطائرة الورقية" أو (The Kite Runner) في عنوانها الأصلي، أول رواية كتبها الطبيب الأمريكي من أصل أفغاني خالد حسيني، صدرت لأول مرة عام 2003، بعدد صفحات 550 صفحة وتصدرت قائمة المبيعات لفترة طويلة جدا ، تم تحويل الاموال الرواية إلى فيلم جميل من إنتاج عام 2007، وتعد الرواية الجزء الاول من ثلاثية تتحدث عن نفس الموضوع حيث يوجد جزئين ألف شمس ساطعة، والثانية ورددت الجبال الصدى، ناقشا موضوع الحرب في افغانستان .

ما هو الوطن وما تعريفه هل الوطن هو ان تعيش فى اوطان فقيرة متخلفة ظالمة ام نتحمل ضريبة الحرب والدمار ونخسر ضحايا من اجل التغيير مع العلم انه من الممكن ان ندفع ضريبة الحروب والنتيجة تكون غير مضمونة فى التحول للافضل. وهذا ما اراد الكاتب اان ينقلنا اليه عبر تاليفه عن الحرب في افغانستان ، وحقيقة لا اختلاف بين الكتاب في وصف الحروب مثل روايات سنان انطوان والحرب على العراق أو خالد خليفة مثل روايته(الموت عمل شاق) وعرضه للحرب فى سوريا وكلنا نعرف حجم الدمار والتشرد الحادث وواضح ان حرب سوريا لم تفضى الى شئ.

هذه رواية أخرى يفتح فيها خالد حسيني نافذة على حياة الافغان ودمارها منذ اجتياح السوفيت لبلادهم. دمار وصل إلى أعمق نقطة في إنسانية البشر هناك. الاراضي التي كثيراً ما توصف بالوعرة تم تعريتها بسحل إنسانية شعبها بلا أي رحمة رغم تمسكهم بالحياة قدرما اتيح لهم. للأسف أن آلة الحرب استطاعت في افغانستان من أن تزعزع قيمة الحياة فيها فوصلت إلى ما لا قيمة له نهائياً. لكن ما فعلته الحروب بموطن بطل روايتنا ليس هو ما دفعه إلى قتل الصداقة... بل كان ما جنته التقاليد البالية التي مارسها والده في حياته بالرغم انتقاده العلني لها. أمير أحب والده .

أحداث مضطربة عرفتها أفغانستان، بدأت بسقوط النظام الملكي في البلاد، ثم التدخل العسكري السوفييتي، وبعده نزوح اللاجئين إلى باكستان والولايات المتحدة وصعود نظام طالبان، لتحكي لنا عن قصة أمير، إبن العاصمة كابول وصديقه المقرب حسن، صديقان من عالمين مختلفين. فأمير هو ابن رجل أعمال ثري، أما حسن فهو ابن خادمهم الذي ينتمي إلى الهزاره، الأقلية العرقية المنبوذة، لكن حسن هو الاخ الحقيقي لامير وهذا قمة الظلم حيث ينسب الولد لامه او اصول والدته حيث اعترف الاب بالاول ولم يعترف بالثاني وتحدث الكاتب عن مرحلة طفولتهما كل أوجه الصداقة الحقيقية والتضحية، خاصة حسن الطيب الذي جسد أسمى معاني الوفاء والطيبة والتي عبر عنها الكاتب بقوله ""إنه وفي، وفي ككلب !".

في وقت تنازعت فيه أمير مشاعر الصداقة من جهة والتشبث بطبقية مقيتة من جهة أخرى، طبقية وأنانية ظهرت أقذر تجلياتها في تلك الحادثة المريرة، بعد فوز أمير بمهرجان الطائرات الورقية، ثم الاعتداء جنسياً على حسن من قِبل آصف، ليفضل أمير الصمت والعودة من حيث أتى على ألا يفقد الطائرة التي ستجلب له ثقة أبيه وفخره.

تجتاح القوات السوفياتية أفغانستان إثر أحداث سياسية عاصفة ضربت البلاد، فيضطر والد أمير للهرب والهجرة بإبنه إلى الولايات المتحدة الامريكية باحثا عن حياة جديدة، ليركز الكتاب بعد ذلك على محاولة أمير التكفير عن ذنبه القديم الذي أصر على ملاحقته وإنقاذ نجل صديقه في أفغانستان بعد مرور عقدين من الزمان تغير فيها الكثير على أرض هذا البلد الذي قدر له ألا يرتاح، كل هذا وعبارة واحدة تتردد في ذهنه:"من أجلك ألف مرة…ومرة!"، فهل سيتمكن أمير من التكفير عن ذنبه وإنقاذ ابن صديقه؟كمية المشاعر في هذه الرواية كبيرة جدا، وطبيعي أن تنتزع من كل من قرأها تأثرا شديدا وحزنا على حال هذا البلد الجميل الذي ألفنا عنه تلك الصورة النمطية المرتبطة بالحرب.

كما يجري حسن وراء طائرته الورقية، نجري نحن كقراء وراء الصفحات مشتتين بين الرغبة في إتمام الرواية والقراءة على مهل خوفا من انتهائها، مسافرين مع الكاتب زمنيا ومكانيا، محلقين في سماء كانت تغطيها الطائرات الورقية زاهية الألوان، قبل أن تتلبد بغيوم المقاتلات والصواريخ والقنابل، رغم احتفاظ الكاتب بهامش (وإن كان ضيقا) للأمل وترقب غد أفضل يعود فيه الأمن والأمان إلى هذا البلد الأروع بكثير مما كنا نتخيل.

صور الكاتب لمرحلة طالبان وما بعد الاحتلال الأمريكي عام 2001، ان طالبان والاحتلال والفساد والحؤوب الاهلية ساعدت كلها على تدمير البلد

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق