التابوت > مراجعات رواية التابوت > مراجعة دنيا محمد نجيب

التابوت - شيماء بدران
تحميل الكتاب

التابوت

تأليف (تأليف) 3.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

#مسابقات_فنجان_قهوة_وكتاب

مراجعة لرواية: التابوت.

لـ: شيماء بدران.

نوع العمل: رعب وغموض.

عدد صفحاتها: 202.

صادرة عن: إبهار، للنشر والتوزيع.

سنة الإصدار: 2023.

"في نهاية المطاف، لن يختار أحدنا، التابوت الخاص به!"

أثينا الأثرية، سيناء الفيروزية، الطبيب الٱثمُ والحكيمة، ومشرفةُ الرعايةِ ورئيسها في العمل. البحر الساحر -والتي تبينُ لنا الكتابة وجهًا ٱخرًا لهُ، غير ذلك الذي يدفعُ كلّ من أمسك بالقلم يومًا، للحديث والتعزل فيه- والأقبيةُ الرطبة، التي تسافر بالأخيلة؛ ذلك هو العالم الذي خُتمت لنا تأشيرة ولوجه بداية الشهر، والٱن وبعد أيامٍ من زيارتنا لهُ، حانُ الموعدُ لنعودَ لأريكتنا الأثيرة لنتحدث عنه، فلن يملك الجميع فرصة العودة هذه!

بنعومةٍ، أشارت لي أنني سأنجحُ في إكمال قراءة هذا العمل، بدأ القصُ بفتاةٍ في عجلةٍ من أمرها، وكأن حيواتٍ كاملة تتبع في الخلف أثرها، إلى تسكن المسكينةُ أخيرًا، ذارفةً أنفاس الراحة، وملتقطةً قلمها لتشرع في التدوين.

بدايةٌ قصصية درامية وعاديةٌ للغاية، لا سوائل لزجة حمراء اللون فيها، ولا حبال مربوطةٌ بثريا، الشيء الذي لا يؤمن بهِ أغلب كُتاب رعبِ هذا الزمن، فإن لم يستهل أولى صفحاته بإيلامٍ وتوترٍ للقارئ، في هذه الفئة، شعر وكأن قلمه خذله! -لتكفي يا يدي أنتِ أيضًا عن النقد، ولنكمل الحديث عن تابوتنا!-

ربعُ القصة الأول -أول 50 صفحة- تشعرك أنها روايةً اجتماعية للغاية، إلا من لغز غامضٍ يجعلُ توصيلاتك العصبية تستفز متسائلة، كيف يتتابعُ الحديثُ عن عالمين لا صلة بينهم هكذا، وكيف ستربط الحبكةُ بينهما؟ وما عدا ذلك فلا فجاجة في إظهار "العضلات الرعبية"، بل مهارة وحكمة في بعث دفعات الأدرينالين، وهذا مفسّر لكون العمل، هو إنتاج الكاتبة الثالث.

وبالحديث عن الأدرينالين، ولأن 90% من حلبة صراع الرواية هو أروقة المستشفيات، فقد أغدقت علينا الكاتبة ببعضِ المصطلحات الطبية مثل "كود بلو" على سبيل المثال، وكذلك نقلت توتر لحظات الرعاية، حتى أنني تخيلتُ مشهد الـ CPR بينما أقرأ محاولتهم لإنقاذ أحد المرضى؛ الأمر الذي دفعني لأتساءل ماذا إذا كانت للكاتبة خلفية طبية أم لا، فإن كان لا، فقد بذلت مجهودًا بحثيًا تحترمُ عليه.

أشخاصُ وحقبة أثينا، هم قطعًا المفضليين لدي، فهم محركُ الأحداثِ، ولُبّ الأصوات. وإن كانت "كاتارينا"، الراهبة الرؤوم، والجسد الشفاف، صاحب الترانيم العذبة، وعلاقتها بربها، والكنيسة والأب "نيكولاي"، الذي ٱواها، فكان لها بمنزلة الأب، هي مفضلتي على الإطلاق، حتى أنني تخيلتُ كيف كان ليكون صوتها أولًا، وهيئتها الشفافة ثانيًا.

وبينما نقرأُ ربعُ الرواية الثاني، يبدأُ عنصر الرعب في الابتسام في وجهنا قائلًا: "أنا هنا أيها الجهلاء، فلستُ ساذجًا لأظهر وقتما تتوقعون ظهوري!" لتتوتر أثينا بسبب الأحداث المتعاقبة، التي حلت بها، فتقلعُ قناعاتٌ لأوجهٍ ظنناها ملائكية تدريجيًا، حتى نصل للسوائل الذي ذكرتها بالأعلى، وتكتمل صورة الرعب المرضية، التي يبحث عنها قارئ هذه الفئة. المختلفُ هو أنّ القصة تضاهي أو تغلب اللغز والغموض والرعب، فلم يعتمد على اللون الأحمر لإخارج رواية، غاضًا الطرف عن القصة التي أدت إلى حدوثه.

الحديث عن المرض النفسي، والإشارة لهُ عن طريق شخصيةٍ بعينها -لن أفصح أكثر! اذهب واستمتع بنفسك- كان إضافةً جيدة جدًا للعمل، وأضفى إليه عمقًا وبعد أيضًا.

تنتهي الرواية بـ "بلوت تويست" جيد، فلا هو صعبُ التوقع، ولا هو سار في خط الأحداث الموضوع أمامنا، وأظن أنهُ أفضل حبكة ممكنة من الـ36 لعملٍ مثل هذا.

اللغة: جاءت فصحى سردًا وحوارًا، فلم تقع في فخ العامية -وهو ليس فخًا طالما لم تختر الكتابة به- إلا في لفظة، أولهما "رغي" في قولها ❞أكره كثيرًا رغي الفتيات وإزعاجهم❝. وقد جانبت الأخطاء اللغوية في عموم الرواية إلا في خطأ "في ذعرًا" وليس في ذعرٍ، وأظنه خطأ نابع عن السرعة ليس إلا.

الأسلوب: جيد جدًا، وأتوقع أن تضاف لهُ رشة الحنكة في تفصيل الكلمة، بينما هي في طريقها الكتابي.

الحبكة: جيدة للغاية ومرضية، وأسماء الأشخاص راق لي معظمها، وأحببتُ اختيار المدن البطلة؛ سواء سيناء، أو أثينا.

تلخيصًا:

هذا عملٌ بهِ من الجودةِ ما يؤهله لأن يكون من أفضل ما قرأت في هذا العام، في فئة الرعب، قولًا واضحًا، وأتوقع من الكاتبة -بحق- الكثير في القادم من مسيرتها، خاصةً أنها اختارت تخصصًا، يظنّ الرجال أنه لهُ محتكرين، وكم أخطأوا في ظنهم هذا!

وأنهي بجملةٍ رددتها أكثر من مرة بينما أقرأ "تحيا الكتابة النسائية" لما تمتلكهُ من براعةٍ في تجسيد نوع العمل، لا تخلو من نعومة.

اقتباسات:

❞ الشيطان لا يصنع الأمجاد فيليب، الشيطان ينتهك ويخرب فقط. ❝

❞ أتعلمين يا ماريا أن البوح من مهلكات النفس؟ فكلما أضمرتِ الأشياء بداخلك نجوتِ.❝

التقييم: 4/5.

#فنجان_قهوة_وكتاب

#شيماء_بدران_وفنجان_قهوة

#مسابقات_فنجان_قهوة_وكتاب

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق