🔖 أولاً قصة العمل بدون حرق للحبكة.
تبدأ أحداث الرواية بـ(كاميليا) الطبيبة الشابة في رحلة لها إلي موقع عملها الجديد، وهو مستشفي و بالأخص قسم الرعاية المُركزة، التي ستكون رئيسته و المسؤولة عن الطاقم الخاص به، و مع إتمام مدة ليست بالطويلة داخل المستشفى تبتدأ مواقف و أشياء ليست طبيعية و غريبة تحدث بداخلها.. و علي خط أخر و في زمن مختلف، نقابل الراهبة (كاتارينا) التي تعمل كذلك بداخل مستشفي مع عدة ممرضات أخريات، و في أحد الأيام يتعرض بعض المرضي بل و بعض الحيوانات في الحصيرة التي تستخدم في الطعام للموت المفاجئ بطريقة بشعة و صادمة.. و دموية لا تخلو من القسوة و الرعب معاً..
فما هو الرابط بين هاذين العالمين المتشابهين إلي حداً كبير في عدة جوانب.. و ما علاقة التابــوت بأحداث العمل؟
⚠️وجب التحذير، بأن هذا العمل يصلح لمن هم فوق ال١٨ عام، نظراً لوجود مشاهد عنيفة و دموية شديدة ⚠️
🔖 السرد و اللغة و الوصف.
تميز العمل بسرد سلس، قوي، و ذو مفردات قوية و في ذات الوقت خالية من الإستعراضات، و تسير بشكل إنسيابي مع أجواء العمل، فحقاً كان السرد من اهم مميزات العمل و يرافقه اللغة، كانت اللغة بالعمل عربية فصحي ليس عليها غبار سرداً و حواراً، أما الوصف بالعمل كان من جيد لجيد جداً، ففي بعض المشاهد كان ضعيف و غير كافي.. وفي أخري كان كافي و وافي لوضع القارئ في أجواء العمل.. وأحب الإشادة بمشهد الوصف الخاص بالعناية، فقد تمكنت الكاتبة بواسطة السرد المنمق جعل القارئ يري شكل و أجهزة العناية الخاصة بالصحة، بل و نقلت أجواء هذا المكان بنجاح مبهر.. فقد انقبض قلبي حرفياً في هذا المشهد من شدة وصفه.
🔖 الشخصيات.
كانت الشخصيات في العمل تعتبر ليست قليلة .. ولا كثيرة، بمعني أن إجمالي الشخصيات من الممكن ان يكون كثير بعض الشيء .. لكن.. المعظم شخصيات فرعية، اما الشخصيات الرئيسية فكانت تعتبر قليلة.. منهم كاتارينا و كاميليا و فيليب و فهد.. وغيرهم...
لكن الأهم ليست أسمائهم بل تصميمهم.. و أكثر الشخصيات نجاحاً من هذا الجانب هي.. شخصية (كاميليا).. بطلة الخط الاول في الرواية .. قد صُنع لها بناء تاريخي، دوافع، مبررات
و قد نجحت الكاتبة بشكل جيد في رسمها و تصاعد تصرفاتها...
وتعتبر باقي الشخصيات لم تأخد نصيبها الكافي من التصميم، ولكن إذا تم إضافة بعضهم - بغض النظر عن كاميليا - سوف نضع بطلة الخط الأخر وهي (كاتارينا) لم تكن في إتقان (كاميليا) ولكنها تعتبر مقبولة..
ومن الشخصيات التي أعجبتني من حيث تصرفات و جنان إذا جاز التعبير كان (فيليب) فقد تم وضعه بقالب صادم و مثير ولو كان أخذ نصيبه في الرسم و التصميم بعناية كان أخذ نصيب (كاميليا) بكل تأكيد.. وهذا السبب يرجع لشخصيته التي تمتلك خامة جيدة لهذا، لكن للاسف لم توفق الكاتبة في ذلك.
🔖الحديث عن عدة جوانب مختلفة..
- لم يكن هناك وصف كافي إطلاقاً للإنفعالات الخاصة بالشخصيات أثناء الحوار، مما جعل الأمر اشبه بالمسرحية وخالي من الروح.
- بداية هادئة للغاية لعمل يصنف في المقام الأول (رعب) من الغريب في احداث العمل عدم وجود مشاهد رعب نهائياً حتي الربع الأول تقريباً!
- ظهور الرعب بعد التلت الأول من العمل يعتبر خطأ فادح بالنسبة لي و يخل بتصنيفه العام، و للمفاجاة كان الرعب جيد جدا عند ظهوره.
- اسلوب سردي مميز و محمس لتكملة العمل.
- قامت الكاتبة بتغيير نوع الراوي في كل خط، فيصبح خط من منظور الشخص الاول وخط من منظور الشخص الثالث، ويعتبر هذا توفق للكاتبة، لكن تم التداخل في بعض الفصول بمعني أن تم تغير نوع الراوي في نفس الفصل بل و نفس الصفحة دون داعي مما سبب ربكة !
- وجود عامل غموض جيد في التلت الأول للعمل كان يشجع القارئ بما هو قادم و يحمسه في القراءة.
- جرعة دموية كثيفة للغاية ملحوظة تصل حد التقزز أحياناً، وما أريد قوله اني اعجب بتلك المشاهد ولا تسبب لي مشاكل، وما يميزها هو رفع مستوي الخوف و الادرينالين للقارئ، وهذا يعتبر تحذير لكارهي الرعب المعوي، فالجرعة هنا مرتفعة.
- وقعت الكاتبة في فخ كثافة الحوار الذي كان من الممكن حذف بعض الاجزاء دون التأثير علي الحبكة.. مشكلة كبيرة.
- عدم منطقية بعض المشاهد، و هذا يعني عدم تقبل ان يحدث هذا في الواقع لعدة اسباب من ضمنهم - لم يكنوا كثير اطلاقا - مشهد البحر، و يوجد صعوبة في التوضيح اكثر لحرصي عدم حرق الاحداث.
- دخول بعض الرومانسية في اوقات لم تكن تسمح بذلك مما سبب فصل القارئ عن المشهد الأهم و الكبير.. بل و الكارثي!!
- أعجبت بشدة بتحول الشخصيات و كشف الجانب المظلم لهم بشكل لم يكن مفاجئ وفي ذات الوقت لم يأخذ يُدرج بشكل جيد.. يمكن القول عليه مقبول.
- أعجبت أكثر بقدرة الكاتبة علي التنقل بين الخطوط المختلفة دون وضع علامات تظهر ذلك، ولم تربك القارئ.. هذا جانب قوي.
- شرح قوي لمعني الفوبيا و إظهار مدي تأثيرها علي نفس صاحبها.
🔖 الحبكة و النهاية (بدون حرق)..
كانت نهاية العمل لا تخلو من الصدمة و الإلطواء الجيد، ولو كانت متوقعة بعض الشيء و يسهل توقعها عند القراء خاصة محبي هذا النوع من الاعمال..
فقد تمكنت الكاتبة من خلق عالم جيد جدا يخدم الحبكة الرئيسية للرواية و نجحت في ذلك بنسبة ٨٠ ٪ من وجة نظري، فالتلت الأخير للعمل يحتوي علي جرعة غموض و تشتت ذهني للقارئ ( عن عمد) بدرجة ممتازة.
🔖 كلمة عن الغلاف و العنوان..
للاسف لم يوفق الغلاف و العنوان في جذب العين او اهتمام القارئ، حتي كلمة الكتاب لم تكن جذابة، مما ظلم العمل من الناحية التسويقية.
🔖 مغزي او مضمون العمل..
رأيت في العمل رسالة للأهتمام بالطب النفسي و خطورة الأمراض الذهانية و نتيجة الاستهانة بها و عدم أخذها علي محمل الجد
و تأثير صدمات الحياة علي النفوس حتي بعد مرور وقت طويل.
# مسابقة جروب فنجان قهوة و كتاب.