إعجام > مراجعات رواية إعجام > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

إعجام - سنان أنطون
أبلغوني عند توفره

إعجام

تأليف (تأليف) 3.8
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

"اكتشفتُ يومها أنّ الأفكار والشعارات السياسية مثل الأحذية تُستبدل بحسب المناسبة والأرضية."

رواية "إعجام"(1) للكاتب العراقي "سنان أنطون" تتناول حكاية معاناة الإنسان العربي الذي وجد ليُقهر، بسبب حلمه بالحرية، لرغبته في نقل أفكاره وتداولها، لمهاجمة نظامه الديكتاتوري، أو أن يحلم بالعيش في بلد ليس بمقموع، كيف أصبحت أراض البلاد عبارة عن مجموعة هائلة من السجون وشعبها مجموعة من البصاصين المُرشدين؟ حتى الظل قد يُبلغ الدولة عنك فخذ حذرك.

الرواية على قصرها تناولت مواضيع شتى بطلها واحد، وهو أحد المسجونين سياسياً بسبب آراءه، ونقده، وجدوا مُذكرات كتبها بيده تحمل شذرات من حياته، مذكرات كالهذيان، فالسجن لم يكن أسوأ ما ينتظره، بل ما وجده بداخله، اغتصابه معنوياً وجسدياً، بسبب مُجرد أفكار، ألم يقولوا لنا اكتبوا وقولوا؟ فلماذا عندما تكلمنا وقلنا؛ وجدنا أنفسنا في زنزانة، تضيق كل يوم؟ يسترجع المواطن ذكرياته، أحلامه، عائلته، بشكل عشوائي غير مُرتب، كل تلك الأحداث التي يُمكن تحديدها من حياة معدومة، قررت الحكومة أن تعدمها تماماً.

المُميز في كتابة "سنان أنطون" هو ربطه بين اللغة والديكتاتورية، وكيف أن اللغة مجرد اللغة قد تساعد في قمعنا أكثر، أتذكر معلومة -أو ربما خيال؟- قرأتها في مكاناً ما لا تُسعفني ذاكرتي على تذكره حالياً، أن هناك دولة قامت بمنع تداول بعض الكلمات مثل حرية وثورة وكرامة وإنسانية، -أليس هذا حال جميع بلادنا؟- لكي تمنع المواطنين من التفكير فيها، وبذلك تسقط معاني الكلمات دون أن يلتقطها أحد. بالإضافة إلى التلاعب الذكي والشاخر (2) للكلمات الذي اضافه طوال أحداث الرواية، سخرية مريرة من أنظمة قد تخاف من الكلمات وتحاول قمعها.

ختاماً..

كانت هذه الرواية كإعدام لمن يُفكر في أنه يُمكن أن نحلم بحرية في أوطاننا، هذه الرواية تذكير بأننا قد نُدهس في أي وقت بسبب كلمة، مجرد كلمة لعينة، سيزورك مُمثلي الحكومة، زيارة دائمة للأبد. رواية من أدب السجون مع رواية ديكتاتور، مكتوبة بآسى حقيقي، ولغة جميلة، ستظل موجودة مهما حاولوا محوها.

---

(1) إعدام.

(2) الساخر.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق