السمان والخريف > مراجعات رواية السمان والخريف > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

السمان والخريف - نجيب محفوظ
تحميل الكتاب

السمان والخريف

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

"صدقني لقد عم الفساد، لا هم لأصحاب السلطات اليوم إلا الإثراء المحموم، إننا نستنشق الفساد مع الهواء، فكيف تأمل أن يخرج من المستنقع أمل حقيقي لنا؟"

رواية "السمان والخريف" هي رواية سياسية اجتماعية بلمحة فلسفية كعادة نجيب بالطبع، ومع شخصية أخرى لا تُنسي من شخصيات نجيب محفوظ الخاصة؛ ألا وهي شخصية "عيسى الدباغ"، الوفدي الذي لفظته ثورة 52 وأصبح بلا عمل، وخسر سُلطته القوية التي كان يستفيد منها بشكل مباشر كوضع اجتماعي وسلطة ونفوذ، وغير مباشر يتمثل في الرشاوي التي تأتي في شكل هدايا لكي يُسهل لهم الإجراءات المُختلفة، وهنا يظهر بُعد جديد لروايات "نجيب محفوظ" وأننا مع شخصية تُعد لفلول نظام سابق، فعيسى الدباغ مغرور إلى درجة رفضه العمل في أي قطاع خاص أو شركات، لأنه لا يستحق ذلك بل ويراه عملاً متدني الشأن، حيث أنه يرى نفسه واحداً من الذين اخلصوا إلى البلد، وسُجن، واُعتقل، ولكنه لا يرى الرشاوي التي كانت السبب الرئيسي في تحويله على المعاش، فدخل في سلسلة من الخسارات منها خطيبته ووضعه الاجتماعي، ومنها نفسه التي انجرفت إلى الحضيض، فهرب من كل ذلك، وذهب إلى الإسكندرية، فهل ستكون هي المنقذ؟ أم ستسوء به الحال أكثر؟

المُميز في شخصية "عيسى الدباغ" أننا نرى فلسفته كمنتفع ذو نفوذ وكيف يُبرر لنفسه تلك النفوذ والسلطة، وعندما خسرها، لعن كل شيء، وترك نفسه في دوامات لعينة من السوداوية، وهنا وجدت تلك الأجواء قريبة للغاية من رواية "السراب" وخصوصاً أننا نرى كل الأحداث من وجهة نظره، ونرى بالطبع طريقته الاتكالية والنفعية حتى بعد الخسارة، كان يختار دائماً الطريق الأسهل، والذي سيجعله يرتاح أكثر راحة مُمكنة، حتى لو كان هذا الطريق به تنازلات، ولكنه سيسلكه بلا تهاون، من أجل مصلحته فقط.

القرب الشديد للغاية من السياسة وألاعيبها وتقلباتها يُهلك، ويُدمر، وخصوصاً لو تذوقت حلاوتها، ونفوذها وسلطتها، ففي وسط تلك الحلاوة، لو أخبرك أحد أنها ستزول، ستضحك وبشدة، لكن، هذا حال السياسة، لا شيء يدوم، لا ظالم يستمر في ظلمه، ولا حاكم تظل مؤخرته مُستقرة على كرسي الحكم، دائماً تشهد تقلبات شديدة، ومن يُظلم ويُسحق وتتقلب حاله فقط، هو الشعب –هناك مشهد بالفيلم المُقتبس عندما كان يُحادث عيسى حماه المُفترض، وسأله عن الشعب، فأجاب حماه: شعب إيه؟ وكأنه لا قيمة له على الاطلاق، وليس طرفاً في القصة-.

ختاماً..

رواية جميلة على قصرها، فلسفية وسياسية واجتماعية، تجعلك تتأمل شخصياتها من أبعاد كثيرة، بل وتضيف إليك وجهة نظر "نجيب محفوظ" فيما كان يحدث سياسياً في تلك الفترة، شاهدت الفيلم المقتبس عن الرواية وكان جيداً، هناك بعض الأداءات الجيدة فعلاً، وإن استغربت قليلاً تغيير النهاية لتصبح وردية أكثر من نهاية الرواية، ولكن ذلك يبدو عادة ذلك العصر.

بكل تأكيد يُنصح بها.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق