يوتوبيا > مراجعات رواية يوتوبيا > مراجعة ben moussa hana

يوتوبيا - أحمد خالد توفيق
تحميل الكتاب

يوتوبيا

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

1- العنوان :

يوتوبيا مصطلح اجنبي يعني بالمدينة المثالية التي يسودها العدل و المساواة و ايحاءة العنوان مناقضة و معاكسة لما قدمته لنا الرواية وقد أعجبني هذا الأسلوب كونه قد فجأني و أسقط احتمالات و التوقعات حول قصة الرواية

2 - التيمة :

تيمة الكاتب في الرواية هي نظرة مستقبلية و تشاؤمية لشعب مصري في سنة 2023 و ما سيحل بهم بعد أزمة البترول و سيطرة اليهود على اقتصاد الدولة - و احتكارهم عليها - و انقسام المجتمع الى قسمين لا ثالث لهما :

طبقة مترفة ترفاً مطلقا -سكان يوتوبيا- و طبقة كادحة كدحا مطلقا -سكان الأغيار -

3- القصة :

قصة الرواية بدأت مع أحد سكان يوتوبيا -راوي - الذي يعيش حياته التي لا تزينها سوى مفاسد الدنياو ترف و فسق , في عالم يبيح كل ما تريد و ما تشتهي و تعيش على اشباع شهواتك الغريزية فشوهت الفطرة و غاب ميزان العقل و بالتالي فقدت النفوس و خدشت القيم و المبادئ ... شرح الرواي نمط العيش في يوتوبيا و مع تجربته لكل أنواع المخدرات و الخمور و الجنس فقد الشغف في كل شيء رغم امتلاكه لكل شيء و ذات مرة يسمع من أصدقائه عن مغامراتهم في صيد الأغيار فيقرر أن يقوم بمثل و في رحلة مع عشيقته الى خارج أسوار البلدة لاختطاف أحد الأغيار و عودة به من أجل اللهو به كفريسة للصيد تفشل خطتهم و يكاد كشفهم لولا مساعدة أحد الأغيار في اخر اللحظات بالرغم بمعرفته لنوايهم و خطتهم الشيطانية لكنه يأويهم في بيته و خلال ذلك تحرك في خلسته شيطانه المريد و أراد أن ينتقم و لو بقليل لأحلامه التي حطمت و معانات عما يعيشه في عالمه المشؤوم بسببهم لكنه يتراجع عن كل هذا و يحافظ على ارادته في عدم القتل أو دم يساعدهما في الهروب لبر الأمان لكن هيهات فشيطان يوتوبيا لم يكن يأبه بارادة صاحب القرينة التالف الذي جعله آخر مشاهده في هذه الحياة المشوءمة هي دمائه الدافئة التي سالت من نحره لكن اﻷمر أهون عليه من أن يعود إلى بيته وقد خدش هذا الشيطان الجوهرة التي حرص على حمايتها .. نواصل مع عودة شيطاني يوتوبيا فريحين بصيد التذكاري و استرجاع الدورة اليومية الترفة و ضجرة و لو كان يوجد جزء من امتنان لما هم عليه , و بعد أيام تقام انتفاضة شاملة و مهولة من سكان الأغيار بعد أن خربوا طائرات و مراكب يوتوبيا يسود الهلع و الرعب وسط البلدة للموجة السخط القادمة نحوهم خلف الأسوار ووسط ذلك يجابه الشيطان ما تسببت به أفعاله الوحشية في أرض الأغيار ليشهد نهايته التعيسة التي طرحت في أول الرواية .

4- الاطار الزمني و المكاني :

سلط الكاتب على لسان الراوي أحداث سياسية قد حدثت و التي كانت لها انعكاسات على عالم الرواية فبعد نهاية عصر البترول حل محله مصدر جديد من طاقة تخسر مصر مدخراتها الدولية و ينهار اقتصاد في جانب اخر تأتي فئة اخرى و تستغل ما يحصل فتحتكر واردات الدولة و تبيعها بأسعار خرافية على الشعب ليختل التوازن الاجتماعي و تنهار الحكومة التي كانت آخر أمل للفئة الكادحة فتنتشر البطالة و آفات الاجتماعية بكل أشكالها و يفقد الانسان ذاته وسط عالم من دمار و شؤم و بؤس ، لا هّمَ لهم سوى العيش بمستوى أدنى من كرامتهم كبشر و تعيش على حسابهم فئة قليلة من ترف و تبذير وبذخ لا يهمها سوى اشباع شواهتها الغريزية و فقدان أصحابها لكرامتهم كبشر .

5- الشخصيات :

-الرواي : صاحب الاسم المجهول و لكنه أطلق على نفسه بعلاء و لا نعرف أكان اسمه فعلا أم لا , أياً كان فقد مثل أحد أفراد سكان يوتوبيا الذي عرض لنا جانب من حياته الشبيهة بالبهائم التي لن تختلف عن غير و قد جسد الجانب الشهواني المخيف من الانسان الذي يفقد مبادئه و قيمه و عيش عبدا لشهواته التي تسيره حيثما ذهب ولو كان مثقفا و يعلم بما يجري من حوله فلا ضمير يخاطب و لا عقل يحكم .

-جيرمالين : أحد سكان يوتوبيا التي رافقت الرواي في رحلته لم تبرز كجزء رئيسي في رواية لكن مواقفها طيلة الرحلة كشيطان أخرس

فلم تقاوم لقررات الرواي الشيطانية التي فعلها بالأخوين رغم مساعدتهم لها فهي كغيرها يوتوبيين لم ترافقه الا رغبة في الاثارة جسدت هذه الشخصية الجانب الفاسد للمرأة كسلعة للشهوات الرجال و الأنانية و الكبرياء .

- جابر : هو باختصار ضحية من ضحايا عالم الأغيار ... شاب متعلم فقد أحلامه و كل مقومات الذات التي اعتباراها هدفه الأسمى في الحياة و لم يبقى له سوى أخته التي يحميها من بطش البشر و شرورهم و قد استعمله الكاتب لاظهار نمط حياة سكان الأغيار و أسباب تفكك المجتمع و اختلال موازيين القوى بين الشعبيين الذين لا يجمعهما سوى أرض و إن قسمت بالأسوار , و قد مثلت هذه الشخصية الجانب المفكر و العقلاني من الانسان و التي تصد رغباته الرذيلة و تحيي الضمير الانساني و نهايته لم تكن سوى نتيجة قرراته في أن يبقى انساناً .

6- أسلوب السردي للكاتب :

اعتمد الكاتب على أسلوبه في سرد الأحداث بطريقة بسيطة و بحبكة أصنفها حسب رأيي بحبكة الدائرية لأن مشهد نهاية مأسوية للراوي التي عرض في بداية العمل ثم نعود للماضي لفهم قصته .. بالنسبة لتقمص الشخصيات فلم تكن مما برز في الرواية انما عنصر الوصف من تصوير للأماكن و مشاهد و شخصيات بطريقة سوداوية و كئيبة و الذي اعتمد على لغة بذيئة مما جعلت من راوية ديسيتوبية .. لا أنكر أن هذه اللغة أزعجتني في القراءة لانني أرها قد دنت من مستوى الأدبي كما طريقة طرح الاحصاءات لتبيان تزايد الآفات مزعجة و غير ملائمة كما لم ترقني طريقته المربكة و الارتجالية في سرد الأحداث أحيانا لا أفرق بين الماضي و الحاضر و بين الراوي و جابر

-رأي الشخصي :

كقارئة متكاسلة كنت على وشك توقف من قرائتها من فصل الأول كونها بسبب أفكارها و لغتها و سقوط توقعاتي عنها فأنا لم أكن بحاجة لرجوع لعالم الروايات بعد غياب برواية من هذا النوع لكنني منحتها فرصة لانهاءها لكسر الملل و مع تصاعد الأحداث أنهيتها في جلسة واحدة و يالها من رواية فهي جسدت الجانب المظلم من الانسان في عالمين متناقضين فبالنسبة الي بؤس حياة الأغيار لا يختلف عن حياة يوتوبيين كلاهما فقد انسانيته و كلاهما يعيشان عيشة البهائم مبنية على غريزة شهوة الحياة كلاهما فقد الجانب الديني و الايماني و كل يعيش على هواه (العنف الجنس المخدرات الخمور التفكك الاسرة التي بشكل أكبر ظهر لدى يوتوبيين عن الأغيار ) كل هذه متواجدة في كلتا الكفتين فما الفرق؟؟!٠٠ أؤلائك امتلكوا كل شيء فبسبب هواهم فقدوا كل شيء أما أؤلائك فلم يمتلكوا أي شيء من بداية فضاعوا في هواهم .... البداية مختلفة لكن النهاية واحدة

و الجدير بالذكر أن الكاتب أشار أن سبب ضياع المجتمع المصري هم اليهود و مخططاتهم الإحتكارية كونهم عاشوا وسط سكان يوتوبيا و نعتوا البقية بالأغيار و هو نفس المسطلح الذي يطلق على الأشخاص الغير المنتمين للعرق اليهودي , و يا للمصادفة في 2023 الاحداث و ان لم تقع على حذافيرها لكن القضية واحدة نرى بطش اليهود على الفلسطين لأحداث طوفان اﻷقصى من جرائم مجازر أمام مرأى و مسمع العالم و لا أحد يحرك ساكنا لماذا؟؟ لأنها هي من لها الكلمة العليا و كما ثورة سكان الأغيار يقابلها في واقعنا ثورة كتائب القسام لحركة حماس ندعو الله بنصرة إخواننا في فلسطين 🇵🇸 ... تمنيت لو رأى الكاتب -رحمه الله- ما يحدث هذه الأيام .

تم المراجعة بحمد الله

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق