سيرة عين > مراجعات رواية سيرة عين > مراجعة نهى عاصم

سيرة عين - إبراهيم نصر الله
تحميل الكتاب

سيرة عين

تأليف (تأليف) 4.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الملهاة الفلسطينية ثلاثية الأجراس

ج٢ سيرة عين

ل إبراهيم نصر الله

❞ * المصوِّرة كريمة عبود 1893- 1940‏

⁠‫* استندت هذه الرواية إلى شخصيات حقيقية ووقائع حقيقية،لكنها بُنيت بالخيال.‏

صورة لعائلة كريمة لها ولوالديها وأخوتها وأخوها الصغير الراحل نجيب والذي كانت تنظر إليه ممسكة بيده في الصورة، وبسبب هذه الصورة تحول حزن كريمة إلى حب للصور:

❞كلّ الصّور. لكن ما لم تفهمه، أنها إذا ما أحبت شخصًا إلى حدّ كبير اكتفتْ بالنظر إلى صورته، لا إليه مباشرة❝

ولدت كريمة في بيت لحم وحينها كانت فلسطين تحت الحكم العثماني، كان لوالدها هوس موسيقى الأرغن والعزف عليه، حتى أن والدها كان يقول أن كريمة ولدت في عام وصول الأرغن، وكان هوسها مختلفًا هو التصوير والكاميرا التي جلبها لها والدها من القدس حتى أنها قررت أنها ستنام في إحدى الليالي خلف الستارة السوداء لكاميرا العم يوسف لكي تشاهد غروب الشمس وحضور الليل وشروق الشمس من جديد..

كانت لكريمة علامات حكمة وتفكير مبكرة وكذلك القدرة على الرد فحينما قالت لها معلمتها الإنجليزية أن بلادها متخلفة، أجابتها:

❞ يسوع الذي تعتنقين دينه، هو ابننا، ابن هذه المدينة، فهل تقولين أنك تعتنقين دين المُتخلِّفين؟

يأسى العم يوسف على حال كريمة، فهي أنثى، وما مصير الإناث في هذه الحياة وفي عالم التصوير؟!

إلا أنها وبعدما عينت كمعلمة، تركت التعليم وقررت أن تصبح مصورة رغم صراخ أمها فزعًا، حتى أنها كادت أن ترضخ لولا والدها الذي رأى في صورها ما ليس لغيرها.

اشتهرت كريمة في بيت لحم ولجأ إليها الناس فذاكرة الكاميرا كما يقول الكاتب أقوى من ذاكرتهم.. وهي لم تكن فقط تلتقط مجرد صور سبق وان التقطها غيرها، بل وان تخلق في كل صورة تناغم رائع جديد وفريد..

وكما كانت أول مصورة. أصبحت أول شابة تقود سيارة بعد معركة أخرى مع أمها بل ومع كل أهل بيت حتى وإن لم ينطق بكلمة..

وهكذا تمكنت كريمة من مهنتها وقرأت الكثير عنها، وذاع أمرها في بلاد فلسطين..

في عام الثورة -١٩٣٧- عاد مصور يهودي ألماني يدعى موشيه نوردو إلى ألمانيا، ومعه صور لبيوت ومزارع وكنائس خالية من سكانها، ونشر صوره في صحيفة وكان التعليق على الصور:

"أوضحت الصحيفة أنها تعود لليهود الأوائل الذين هاجروا إلى فلسطين، واستطاعوا بناءها لتكون بيوتًا جاهزة لاستقبال المهاجرين اليهود من كل مكان!"

من ضمن هذه البيوت كان بيت القس سعيد، لم تكن بيت لحم خالية من سكانها ولكن المصور الخبيث التقط لها الصور بدونهم.. فقامت كريمة بإعادة تصوير كل هذه الأماكن بشخوصها أصحاب البيوت والمزارع والكنائس والمساجد ونشرت كل هذه الصور في عام ١٩٤٠..

للكاتب مقتطفات وجمل رائعة تثري العمل كثيرًا مثل:

❞ هي أول صور يلتقطها إنسان لإثبات معجزة تلك الآلة العجيبة، التي كان يسمّيها الذاكرة/ النّعمة التي لم تُوهب للعين، ولكن العقل عوّض عن ذلك واخترعها، كي لا تتحول العين إلى بئر مظلمة كلما فقدت شخصًا تحبّه ❝

❞ بعض الوجوه يجعلك تحسّين أنكِ تنحتين. بعضها أنكِ ترسمين. بعضها أنكِ في مأتم. بعضها أنكِ في عرس. بعضها يدعوكِ لأن تحتضنيه. بعضها أنكِ تألفينه، ولا تريدين مغادرة البيت الذي هو فيه. بعضها يجعلكِ في حالة من انعدام الوزن. بعضها يجعلكِ ثقيلة. بعضها يجعلك تشعرين أنه كان في انتظاركِ منذ زمن طويل. بعضها يستعجل ذهابكِ. بعضها تداوينه، وبعضها تجرحينه. بعضها جدّ~كِ الذي مات شابًّا، بعضها جدّتكِ، بعضها حبيب في حلمكِ، و بعضها طفل صغير لم تُنجبيه ❝

حقًا كانت السيرة سيرة عين أكثر منها سيرة مصورة..

شكرًا إبراهيم نصر الله.. أسأل الله لك العمر المديد ومن الإبداع المزيد..

#نو_ها

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق