كتاب بغض نظري عن ما هو اساسًا ، وهو مواكبة المرأه الافغانيه على مر ثلاثة عقود ، رأيت فيه أسلوب تربوي جميل جدًا في بناء الشخصيتين مريم و ليلى وأظن أنني سأبدأ بالأكثر اثاره إلى الأكثر مأساويه .
ليلى نشئت مع أب مُتعلم حاصل على درجة جامعية ، مؤمن بأبنته وبما سّتُصبح عليه ، لنقُل شيئًا أكثرُ قيمة من مجُرد زوجة وأمّ ، رغم أحداث البلد من انقلابات وحرب وصواريخ لكِنهُ رغم كُل ما خسر ، لم يفقد الأمل قد في ابنته ليلى ، تعزيِزُه لها في تربيتها جعل منها ، مكافحه محاربه رغُم أسى وشّدة رشيد عليها ، لكِنها لم تقف ساكنة أبدًا تحارب من أجل "شيء " ' حتى وإن ولم يكن الشيء مُستقبلها ، علمت بأنه سيصُبح مستقبل عزيزه ، هَربِت من كابل وعاّدت شامخة لِتُحقق ما كان يحلمُ بِه والِدها .
أما مريم لتبدأ حياتُها مع أم جّلبت العار لِنفسها أولاً و لمريم ثانياً ، عاشت مع المُتبقي لها من أغلاط في هذِه الدنُيا وهَي مريم ، عاشت مريم وهي تعلم بإنها بذرةً سيئة ، أو كما ذكُر في الكتاب عشبه ضّارة ، مع وجود أب لم يكُن حاضرًا دومًا ، ولكنُه كان كُل شيء لها كان لها الأمل والبهجة والحنان ، الذي كانت متلهفه كُل ليّلة خميس ، لكن في نهايه المطاف هّو من سمح بِتعاستِها ، هّو من سلم يدها لرشيد الجشع الكئيب صاحب محل احذيه في مدينة كابل ، نعم نهايتها كانت مؤلمه مُبكية غير مُنصفه ، لعِب الكاتب في نفسية القارئ وهو يصف حياتها البائسه إلى موتتها الشريفة ، ولدت بِذنب غيرها وماتت بِذنب غيرها ، عاشت خائفةً و ماتت شجاعةً .
-ما أراه الان هو طريقة التربية هي من تجعل من الطفل ما سُيصبح عليه وما سيعيشُ لأجلّه.