رأيت رام الله > مراجعات كتاب رأيت رام الله > مراجعة Maged Senara

رأيت رام الله - مريد البرغوثي
تحميل الكتاب

رأيت رام الله

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

"حصلت على ليسانس من قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، وفشلت في العثور على جدار أعلق عليه شهادتي"

...

الحقيقة لم يكن في حسباني قراءة هذا العمل في هذه السنة، لكن بعد الأحداث الأخيرة شعرت بحالة من الفضول لتصفح رواية مريد، وحين فعلت، مسني سحرها ولم أستطع التخلص منه إلى الآن، فهي تجسد مأساة مواطن، فتح عينه فجأة، فوجد هؤلاء الذين كتب عليهم الشتات والتيه سرقوا أرضه، وصار لزامًا عليه أن يعيش في التيه والشتات، يعيش كل شيء بشكل مؤقت، المشاعر، الحب، العمل، الطموح، لا خطط بعيدة، ولا آمال مؤجلة، اللحظة لابد أن تعاش، لأن الغريب يدرك أن كل الأراضي في لحظة ما ربما تتخله عنه، فما أقسى شعور فقدان الأرض والوطن..

"أخيرًا ها أنا أمشي بحقيبتي الصغيرة على الجسر الذي لا يزيد طوله عن بضعة أمتار من الخشب، وثلاثين عامًا من الغربة"

فمنذ ظهيرة ذلك الاثنين الخامس من يونيو/ حزيران عام 1967 أصابت الغربة مريد، وظل طوال هذا السنين لا يستطيع العودة لرام الله، لكن بعد اتفاقية أوسلو استطاع فعل ذلك، رأى ما تغير وطرأ على المكان، كيف أن الاحتلال يمنعك من تدبر أمورك على طريقتك، تدخله في الحياة كلها والموت كله، يتدخل في السهر والشوق والغضب والشهوة والمشي في الطرقات، يتدخل في الذهاب إلى الأماكن ويتدخل في العودة منها، يحاصر الإنسان في كل شيء..

الرواية قوتها إنها تجمع بين السيرة الذاتية وفن الرواية، يحكي مريد عن كل شيء بصدق، مشاعره، هواجسه، خذلانه، البلاد التي زارها، المرارة تلو الأخرى، التفرقة بينه وبين رضوى، ابنه تميم الذي حرم منه لسنوات، العائلة الضائعة المشتتة، حتى أنه يحكي في مرة وهو في دولة أوروبية أن الضابط استوقفهم ليرى جوازات السفر "وجد بين يديه جوازات سفر من كل حدب وصوب: أردنية وسورية وأمريكية وجزائرية وبريطانية ومن دولة بليز أيضًا، وبأسماء تدل على أن صاحبها من عائلة واحدة، فالكل برغوثي"

يحكي عن أخيه الأكبر الذي مات ففقد بسبب ذلك جزءً من روحه، عن السلام مع الكيان، صراعات السلطة الفلسطينية الحاكمة مع الناس وتغير الفكر والنفعية، عن إحساس المرارة عندما زار القدس تهريب.. عن كل ما يمكن أن يراه الإنسان عندما يفقد هويته وجذوره، تخيل للحظة فقط أن أحدهم أخذ بيتك ولم يترك لك المجال حتى لتنام أمام البيت ومنعك من المرور بالقرب منه.. مأساة!

يطرح بعد ذلك تساؤل حول العداء الغريب الذي يكنه الصهاينة للفلسطينين على الرغم من العيش المشترك لقرون طويلة.. ويكشف عن ازدواجية الغرب المقيتة.

يقول: "عندما كنا نحن فلسطين لم نحفل من اليهودي، لم نكرهه ولم نعاديه، كرهته أوروبا الوسطى ولم نكرهه نحن، كرهه فرديناند وإيزابيلا ولم نكرهه نحن، كرهه أدولف هتلر ولم نكرهه نحن، عندما طلب مكاننا كله ونفانا منه، أخرجنا وأخرج نفسه من قانون التساوي، صار عدوًا وصار قويًا، صرنا غرباء وضعفاء"

السمكة،

حتى وهي في شباك الصيادين،

تظل تحمل

رائحة البحر"..

أما الصهاينة فيحملون رائحة العار..

...

التقييم:

5/4,5

...

#رأيت_رام_الله

#مريد_البرغوثي

#ريفيوهات_ابن_أبي_سنارة

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق