أرواح كليمنجارو > مراجعات رواية أرواح كليمنجارو > مراجعة Rudina K Yasin

أرواح كليمنجارو - إبراهيم نصر الله
تحميل الكتاب

أرواح كليمنجارو

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

أصبحت الفتاة ياسمين نجار (20 عاماً) من قرية بورين في محافظة نابلس، مثالاً في التحدي وتخطي العوائق، بعد أن استطاعت بساقها الصناعية تسلق أعلى قمة جبلية في إفريقيا.

وقد تعرضت ياسمين لحادث سير وهي في الثالثة من عمرها، أدى لبتر ساقها اليمنى، إلا أنها تغلبت على ذلك العائق بتسلق قمة "كلمنجارو" في تنزانيا، رغم الصعوبات الصحية والمناخية والجغرافية.ياسمين النجار وصعد الكاتب نصر الله معها الجبل وادخل معها جرحى فلسطين حيث رمز لها

ورمز اليها بالكتاب بنورا

يأخذنا هنا بالكتابو إلى فضاء مكاني لم يتطرق له مسبقاً في أي من أعماله الروائية التي اقتصرت مكانياً على فلسطين والأردن. لم يكن الفضاء المكاني خياراً، بل فرضه الحدث الروائي نفسه وهو صعود مجموعة من جرحى الإرهاب الإسرائيلي إلى قمة جبل كلمنجارو دعماً لصندوق إغاثة الأطفال الفلسطينيين. الرواية توثيقية، تبدأ بمقدمة تشرح حيثيات الحدث الروائي، وتقدم شخوص الرواية وظروفهم بشكل منفرد.

• يضع نصر الله القارئ أمام أسئلة كبيرة في بداية الرواية تبدأ بكيف يصعد شخص فقد أحد أطرافه وبالكاد يستطيع المشي على أرض مستوية بطرف صناعي قمة هذا الجبل في ظل ظروف جسدية وجغرافية قاسية؟ وهل سينجحون فعلاً في ذلك؟ لذلك، لم تمنح الأفضلية لأي من أبطال الرواية الذين هم بالأصل أبطال في الواقع، بل منح نصر الله الأفضلية في السرد للحدث نفسه، صعود الجبل.

• الثوابت والمتغيرات في الرواية كثيرة. جبل كلمنجارو ثابت وبقي صورة الخلفية المستمرة في ذهن القارئ وهو يتابع الأحداث، الرغبة في صعود الجبل ثابتة ولم يفقد أي من الشخصيات إيمانه بقدرته على فعل ذلك، الرعاية التي يلقاها ضحايا العدوان ثابتة ولم يتخلى الملكفون بها عنها، أضف إلى ذلك فعل التضامن الكبير من جميع المشاركين تجاه هؤلاء الضحايا. في المقابل، المناخ متغير، القدرات الجسدية متغيرة، العلاقات بين المشاركين متغيرة وتتصاعد وتيرتها وتخفت.

• الفعل المضارع في السرد والراوي العليم الذي بقي قريباً من شخصيات الراوية ليقدم زاويا من حياتهم ويكشف عن دوافعهم نحو الاستمرار في الرحلة تضيف جانباً من التشويق والإثارة على الحدث وتضع القارئ أمام رهاناته الذاتية على شخصيات الرواية حول من منهم سيكمل مشواره نحو القمة.

• بالإضافة إلى القصص الصغيرة عن الشخصيات داخل القصة الكبيرة، التي أشبعت فضول القارئ تجاهها دون أن تقطع الإثارة المصاحبة لرحلة الصعود. غسان الذي أصيب على يد المستوطنين في الخليل استمر في الصعود جسداً نحو القمة فيما بقي عقله في الخليل ولم يغادرها خوفاً على البيت وسكانه خصوصاً مع تكرار المحاولات للاستيلاء عليه مرة بالترغيب وبالترهيب مرات كثيرة. ويوسف ضحية انفجار قنبلة إسرائيلية أطلقها جيش الاحتلال نحوه، والمعيقات الكبيرة التي واجهها سواء من ناحية مغادرة غزة المحاصرة أو فقدانه لحقيبة سفره التي تحوي طرفه الصناعي الآخر تعكس مدى القوة الداخلية التي عليها هذا الطفل.

• نوارة الطفلة في الرواية ياسمين النجار التي عاشت حياتها تنظر إلى قمتي جبال نابلس “جرزيم” و”عيبال” لظنها أن احدى ساقيها التي ولدت بدونها قد تركت هناك أعلى الجبل. إصرارها الذاتي على استكمال الرحلة رغم خيانة جسدها لها أحياناً تأثراً بالضغوط الجغرافية والجوية من نقص للاكسجين وضغط جهاز المشي على مكان البتر في الساق. الخلفيات العمرية، والجسدية، والاجتماعية المختلفة حتى اختلاف اللغة وظفت بشكل جيد تماماً في الرواية وعرضت جانباً من التفاعلات الثنائية بين الشخصيات. حتى “صوول” مرشد الرحلة استطاع أن يقرأ وجوه المشاركين والحكم على مدى قدرتهم على الاستمرار.

• لم يبتعد نصر الله كثيراً عن الملهاة من ناحية روح العمل “أرواح كلمنجارو”. ويحسب له الابتعاد عن ذاته في سرد أحداث الروايه رغم مشاركته فعلياً في رحلة الصعود إلى قمة جبل كلمنجارو.

• الرواية صدرت عن دار بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر، وتقع في 383 صفحة من القطع المتوسط. رواية جديرة بالقراءة..

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق