ماذا صنع الله بعزيزة بركات؟ > مراجعات كتاب ماذا صنع الله بعزيزة بركات؟ > مراجعة Mohammed Makram

ماذا صنع الله بعزيزة بركات؟ - بلال فضل
تحميل الكتاب

ماذا صنع الله بعزيزة بركات؟

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

ماذا صنع بلال فضل بنا في هذا الكتاب؟

لقد فعل بنا ما يفعله دائما. كريزة الضحك حتى الشخر ثم البكاء على الحال و المآل ثم وصلة أخرى من الشخر الاسكندراني الأصيل الذي لا يلي الضحك هذه المرة و انما يعبر عن الرفض للواقع المرير الذي عشناه سويا مع بلال فضل الذي يحكي لنا عن أنفسنا واقعا نعيشه كل يوم منذ أن أدركنا أننا عرب و ليس فقط عربا و إنما مصريين أبا عن جد و كفى بها نعمة لا نشكر الله عليها إلا من باب أن الله لا يأتي إلا بخير.

و الشخر هو عادة اسكندرانية أصيلة لا ترتبط بالنوم كبقية شعوب الأرض و لكنها فعل يقظة يرمز إلى الكثير من الأشياء بداية من وضع نقطة بعد الضحكة الطويلة إلى ارهاب الخصوم و الأعداء مرورا بإلصاقها بالشتائم و خصوصا الكلمة الشهيرة التي ارتبط وجودها بالشخرة و التي عرفها الناس على انها مصطلح مصري أصيل يعني الإعتراض و منهم من قال أن الشخرة تسبق الأحا و منهم من قال أن الأحا كلازمة للشخرة تسبقها و تعلو عليها لدرجة أن زميلا سوريا استوقفنا نحن زملائه المصريين في العمل يستفتينا في هذا الأمر الجلل فلم نتفق على ترجيح أيا من الرأيين.

يمتلىء الكتاب هنا بكل حالات الرفض و الشخر و الضحك التي يعجنها بلال فضل معا بخلطته السحرية التي تحس معها باستعادة روح الصعلكة لعمنا محمود السعدني الذي يفخر بلال بأنه أستاذه في مدرسة السخرية و ان كنت أرى بتميزه عن عمنا محمود الذي قرأت كل ما كتبه تقريبا بتنوع مواضيع بلال للسياسة و الفن و سائر أمور الحياة و ليس فيها تكرار للأفكار و العبارات كما كان يفعل عمنا محمود السعدني أو ربما ما كان يفعله ناشروه.

الكتاب مجموعة من المقالت التي ارتبط أغلبها بسنوات عمله في الدستور في منتصف تسعينات القرن الماضي و ما جرته عليه من متاعب على مستوى المهنة و ليس بينها ارتباط اللهم إلا في مسيرة الصعلكة التي ترسل لنا رسالة مفادها أن النجاح ليس سهلا لأبناء الطبقات المطحونة أمثالنا و الطريق مليء بالخوازيق و لكن الجميل في الأمر أن النجاح ممكن في النهاية.

نعم اسمعك يا من تقول أن بلال يكاد يكون لاجئا بعيدا عن وطنه و مطارد و يجني قوت يومه منفردا بلا أي دعم و لكن أنظر من أين يأتي هذا القوت؟ انه يأتيه من حب الناس. من صدقه. من حصيلته التي لا تنضب من الحكايات و الأراء التي يرجو بها تغيير العقليات المتحجرة. لقد ترك لنا بلال أكثر من عشرين كتابا بين المقال و القصة و الرواية إلى جانب مسلسلات و أفلام و برامج تلفزيزنية و مقاطع فيديو ليست ساخنة و مع ذلك يراها الناس و ينتظرونها و بعضهم يدفع اشتراك من أجل ذلك. إن لم تعتبر هذا نجاحا باهرا فهذا شأنك أما أنا فمني التحية لبلال و لقلمه الذي أحببته منذ ما يقارب عقدين من الزمان.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق