- هذا يعني أننا سنظل هنا لفترة
= هذا يعتمد على مدة تلك الفترة المتبقية في عمر البشرية. تلك الفترة قد تكون ساعة
.- و قد تكون تلك حصتنا في الدمار
= إذن نحن أكثر الرابحين. سنعود للعالم أقوى.
ماذا لو كانت نهاية العالم ليست غدا
بل الأن
بماذا سيفكر هذا العالم و ماذا ستفعل أنت
البعض سيكون الأكثر تفاؤلا على هذا الكوكب و سيزرع أخر فسيلة في عمر البشرية و البعض الأخر سيشغل نفسه بنفسه و يحاول أن يحقق أخر متعة له على ظهر الأرض. ستسقط الحدود و الأوطان و الانتماءات بكافة أنواعها. لن يتبقى للبشرية إلا انتماءان
الإنسانية
الدين
الإنسانية و الدين هما الحصن الحصين الذي ستنجو به البشرية أو ستهلك
أنا شخصيا في هذا اليوم إن استطعت أن أنجو بنفسي و لم يكن ثمة من أنا مسئول عنه سأصنع كوبا من القهوة و سأترك هذا العالم ينهار فوق رأسي و أنا استمع إلى الموسيقى و أقرأ في كتاب أحبه
أبي كان لا يريد أن يجعلني عبدا للخرافات. كان يريدني مثله. حر. أفكر و أحلل ما أفعله في حياتي. أجد المنطق أو الأسباب لكل ما أفعله و لماذا أفعله. لا أسير مع القطيع كالقطيع. خافض رأسي أنظر إلى الأرض و أنا أسير و أنا أفكر و أنا أصلى.
تنظر إلي لثوان و عيناها تدمعان:
يوما ما ستفهم. التفكير لا يصلح لكل شيء.
تقول الأسطورة ان الإنسان كان حرا من أي قيود و من أي انتماءات حتى جاء الدين فوضع الحدود بيننا و بين الخالق و بيننا و بين بعضنا البعض و بيننا و بين أفئدتنا التي في صدورنا. صار الممكن ينقسم إل جزئين .. مباح و غير مباح .. حلال و حرام. لم نعد وحدنا بلا رقيب و لا حسيب و لكن صار في مقابل ذلك لدينا حفيظ عليم. كانت إذا صفقة رابحة بيننا و بين الإله. صفقة ارتقى بها الإنسان و صعدت بها نظرات الإنسانية في هذا الكون إلى السماء و تركت باقي الحيوانات متعلق نظرها بالأرض. كانت هذه الصفقة هي إحدى نتائج التطور الذي جعل الانسان يدب على اثنتين و يستطيع أن يرفع رأسه بين حين و أخر متسائلا عن ماهية تلك القبة الزرقاء التي تعلو رأسه إلى أن سماها السماء و جعل لها ملكوت و عرش و آلهة و بث فيها جنان لمن توافقت أفكاره معه و غرف تعذيب لمن خالف هواه.
هكذا تقول الأسطورة
أما الأسطورة الأخرى فتقول أن هذا الإله سبق كل شيء حيث كان و لم يكن شيئا قبله و أنه خلق هذا العالم لحكمة يعلمها و أن الجنة و النار و كل شيء في هذا الكون خلق قبلنا و سخر لنا بأيدي الإله. أما نحن فجئنا في النهاية. آخر العنقود. و تلك الحياة ما هي إلا ابتلاء ليعلم الله و هو العليم الحكيم من منا سيصلح للجنة و من سيصلح للنار. ليعلم المفسد من المصلح و هو علام الغيوب. ليعلم من سيصبر و يشكر و هو أعلم بمن اتقى.
خلقنا و رزقنا و حفظنا في عالم لا يرحم و يسر لنا أسباب العيش و البقاء و الارتقاء. كان الناس على دين واحد حتى جاء الشيطان فوسوس للناس فأحبوه في السر و لعنوه في العلن و اتبعوا ما تتلو الشياطين و اتبعوا أهواءهم و عاشو الممكن بدلا من أن يعيشوا المباح. اتبع البشر سبل الشيطان و ضلوا عن سواء السبيل فحق العذاب على من ضل و حقت الجنة للمتقين.
هكذا تقول الأسطورة الأخرى.
عندما يصل أغلب أصدقائي لتلك النقطة سيتهمني أغلبهم بالتجديف و التخريف و التطاول لأنني جعلت من الأمر أساطير الأولين و لكن اعذروني يا أصدقاء فأنا لا أساوي بين الأمرين و لكن أعرض فقط كل وجهة نظر كما يراها الطرف الآخر. فكل طرف يرى جنتنا و جحيمهم أما الأخرين فهم يرون جنتهم و جحيمنا.
و لكن البعض يقول أن ليس هناك ثمة فرق فكما يقول المثل الشعبي:
أرنبنا في منور أنور و أرنب أنور في منورنا
إن أرسلتها لعشر من أصدقاءك فقد تنجو و ننجو جميعا أما أن أهملتها فقد تأكل مع أنور أحلى ملوخية بالأرانب من أيدي السيدة الوالدة.
لماذا نخاف من المستقبل؟
بالطبع لأنه يحمل نهاية قصتنا التي لم نعمل المطلوب لمواجهتها. و رصيدنا دائما مجهول عند باب النهاية. مهما كانت حالة إيماننا