رأيت رام الله > مراجعات كتاب رأيت رام الله > مراجعة Mohammed Makram

رأيت رام الله - مريد البرغوثي
تحميل الكتاب

رأيت رام الله

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

النكسة

من هنا. من إذاعة صوت العرب. قال لي أحمد سعيد إن رام الله لم تعد لي و انني لن أعود إليها. المدينة سقطت.

توقفت الإمتحانات لأسابيع. استؤنفت الإمتحانات. نجحت و تخرجت. حصلت على ليسانس من قسم اللغة الإنجليزية و آدابها. و فشلت في الحصول على جدار أعلق عليه شهادتي.

الحسرة

أخيرا ها أنا أمشي بحقيبتي الصغيرة على الجسر. الذي لا يزيد طوله عن بضعة أمتار من الخشب. و ثلاثين عاما من الغربة.

كيف استطاعت هذه القطعة الخشبية الداكنة أن تقصي أمة بأكملها عن أحلامها؟! أن تمنع أجيالا بأكملها من تناول قهوتها في بيوت كانت لها؟!

كيف رمتنا إلى كل هذا الصبر و كل ذلك الموت؟! كيف استطاعت أن توزعنا على المنابذ و الخيام و أحزاب الوشوشة الخائفة

العودة

عندما تختفي فلسطين كسلسال على ثوب السهرة. كحلية. أو كذكرى أو كمصحف ذهبي. أي عندما نمشي بأحذيتنا على ترابها. و نمسح غبارها عن ياقات قمصاننا و عن خطانا المستعجلة إلى قضاء شئوننا اليومية العابرة العادية المضجرة. عندما نتذمر من حرها و من بردها و من رتابة البقاء فيها طويلا. عندئذٍ نكون قد اقتربنا منها حقا.

وضعنا مؤقت و خبزنا مؤقت

منذ السبعه و ستين و كل ما نفعله مؤقت و إلى أن تتضح الأمور. و الأمور لم تتضح الأن بعد ثلاثين سنة!. في نكبة الثمانية و أربعين لجأ اللاجئون إلى البلاد المجاورة كترتيب مؤقت. تركوا طبيخهم على النار آملين العودة بعد ساعات. انتشروا في الخيام و مخيمات الزنك و الصفيح و القش مؤقتا. حمل الفدائيون السلاح و حاربوا من عمان مؤقتا ثم من بيروت مؤقتا ثم أقاموا في تونس و الشام مؤقتا. وضعنا برامج مرحلية للتحرير مؤقتا و قالوا لنا أنهم قبلوا اتفاقي أوسلو مؤقتا إلخ إلخ.

و موتنا هو فقط الحقيقي

بعد كم ثلاثين سنة أخرى سيعود الذين لم يعودوا؟ ما معنى أن أعود أنا أم غيري من الأفراد؟

عودتهم هم. عودة الملايين. هي العودة. موتانا ما زالوا في مقابر الآخرين. و أحياؤنا ما زالوا عالقين على حدود الآخرين.

شتات

منيف يتحدث من قطر معي في أمريكا عن استشهاد فهيم في بيروت و دفنه في الكويت و ضرورة تبليغ ستي أم عطا في دير غسانة و جدته لأمه في نابلس و أمي في الأردن و رضوى و أنا نؤكد حجزنا للعودة عبر روما إلى القاهرة.

وجد بين يديه جوازات سفر من كل حدب و صوب. أردنية و سورية و أمريكية و جزائرية و بريطانية و من دولة بيليز أيضا و بأسماء تدل على أن أصحابها من عائلة واحدة فالكل برغوثي. بالإضافة إلى جواز سفر رضوى المصري و جواز سفر إميل حبيبي الإسرائيلي. طلب الضابط أن يشرح له أحدنا هذا الكوكتيل من جوازات السفر و عندما بدأ أحدهم بشرح الأمر قاطعه ضاحكا: لا أريد أي شرح! لا أريد أن أفهم!

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق