ملخص النصف الاول للرواية. العجوز بصقت خمسة ملايين مرة. الحمام عمل بي بي كثيرا و بغزارة. البيض فقس.
ما كل هذا البيض يا سعود؟
ثلاثة مشاريع غامضة في مشروع واحد اشد غموضا. قبل القراءة مررت سريعا على مراجعات الأصدقاء و هالني حجم التباين بينها. فالبعض لم يستطع صبرا على اتمامها أصلا و البعض عبر عن خيبة أمله و هم للأمانة قلة و لكني أثق برأيهم جدا. و البعض طار بها فرحا و كال لها قصائد المديح و هم أيضا ممن أثق برأيهم و ذائقتهم. رد الفعل الأول هو أن أقرأها للنهاية فربما يكمن السر في الرواية بأكملها بدون اجتزاء و لكن جاء النصف الأول في غاية الغموض و الملل و القرف. و هنا أدركت لماذا لم يكملها البعض و عندها تذكرت الصورة الشهيرة التي يظهر فيها شخص يحفر منجما و يأس و عاد أدراجه و هو على بعد ضربة معول احدة من حلمه المنشود. إذا فقد قررت انتظار الألماس في الرواية و بالفعل ظهرت بادرة أمل:
هذه الفتاة تقول شيئا أزرق. أزرق كالحقيقة التي لا يجب أن أتحدث عنها. لأنني وفق قولها: غير حقيقي! يسألك مستنكرا: هل تؤمنين بما تقولين؟ نحن حقيقيون. هو غير حقيقي. غير موجود. نحن من صنعه على هيأتنا.
ثم حديث بعد ذلك غامض عن العهد القديم و العهد الجديد و الإله الذي صنع صورة مخلوقاته على صورته و الفرق بين الوهم و الحقيقة و هو ما تصورت بعده أن الرواية ستأخذ منحى أخر أكثر إثارة و تشويق و أقل مللا و أوضح فكرا و لكن ظلت الأحداث و كأنها مسودة رواية ضلت الطريق إلى المطبعة دون أن يدرك كاتبها أو حتى يتاح له الوقت لترتيب أفكاره و عرضها بالشكل الذي يليق به و بها.
رغم ذلك فإن الرواية تقول أن السنعوسي في راسه الكثير من الأفكار و الرؤى و المشاريع و لكنها تقول أيضا على الوجه الأخر أن أمامه متسع من الوقت لإخراج هذه الأفكار في صور تتلاءم مع ما عهدنا من أعماله التي نحب.