بين القصرين > مراجعات رواية بين القصرين > مراجعة Mohammed Makram

بين القصرين - نجيب محفوظ
تحميل الكتاب

بين القصرين

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

فى تحليله الموزون المجنون للثلاثية و خصوصا بين القصرين يطرح نجيب سرور رؤية مختلفة جدا و قراءة اشتراكية للغاية او حتى شيوعية

هى رواية عن أزمة المرأة فى المجتمع الإقطاعى

و هى أيضا أزمة المجتمع الإقطاعى بين الثورتين

و هى أخيرا أزمة مصر بين الحربين العالميتين

المرأة أمينة فى سعيها للتحرر من عبودية الرجل و الأسرة و المجتمع

المجتمع الإقطاعى و تكون الطبقة البرجوازية التى سينتج عنها ثورة يوليو بعد ذلك

مصر التى تسعى للاستقلال و التحرر من احتلال دام طويلا

اذا هى قراءة من رحم قراءة و موجات متتابعة فى بحر ألقانا فيه نجيب محفوظ ببراعة و ترك كل منا يرى ما يناسبه من أحداث فى مهرجان المتعه للجميع سواء منهم القارىء المثقف و المؤدلج او القارىء البسيط على عادة النجيب

بين القصرين هى مأساة أمينة حبيسة المنزل و السيد أحمد و التقاليد و الأسرة

أمينة ذات الطبع الهادىء الذى لا يعرف التمرد رغم مخزون الكبت الكبير

يضع نجيب أمينة فى قالب الإستسلام كما وضع هنية فى قالب التمرد

و يضع خديجة التى هى استنساخ لأمينة فى مقابل عائشة التى تصطاد عريسا من وراء الستائر و الحجب بجرأة ليس لها مثيل

مع التغيرات التى تحدث فى مصر تتوازى تغيرات اخرى فى مصر الصغرى التى هى بيت السيد أحمد عبدالجواد نفسه

فمع زحف المدنية الى مصر تزحف المدنية ايضا الى بيت السيد احمد فى صور شتى تمهد لتمرد افراد الأسرة على الواقع و خروجهم عن خط الديكتاتور الذى يظن نفسه المستبد العادل

لن نوفيها حقها مهما كتبنا و مهما قيل و ليس أروع من كلمات نجيب

01

الثورة وأعمالها فضائل لا شك فيها مادامت بعيدة عن بيته .. فإذا طرقت بابه . وإذا هددت أمنه و سلامته و حياة أبنائه . تغير طعمها ولونها ومغزاها .انقلبت هوسا و جنونا وعقوقا و قلة أدب

02

ربما كان في وسع الارادة القوية أن تتيح لنا أكثر من مستقبل واحد ولكننا لن يكون لنا-مهما اوتينا من إرادة- إلا ماض واحد لا مفر منه ولا مهرب

03

إذا لم نقابل الارهاب بالغضب الذي يستحقه فلا عاش الوطن بعد اليوم. لا يجوز أن تنعم البلاد بالسلام و زعيمها الذي قدم نفسه فدية لها يعاني عذاب الأسر ...!

04

كما تشاء!.. منذا يردّ لك مشيئة؟!.. تزوجني وتطلقني.. تحييني وتميتني. لست هنا. خديجة عائشة فهمي ياسين.. الكل واحد. الكل لا شيء. أنت كل شيء.. كلا.. لكل شيء حد. لم أعد طفلاً. رجلاً مثلك سواء بسواء. أنا الذي أقرر مصيري. أطلق أو أودعها بيت الطاعة. تراب حذائي بمحمد عفت وزينب وصداقتكما.

-مالك لا تتكلم؟

فقال دون تردد:

-أمرك يا أبي...

أي عيشة وأي بيت وأي أب. زجر وتأديب ونصائح. أزجر نفسك.. أدب نفسك.. انصح نفسك. أنسيت زبيدة؟.. وجليلة؟.. والغناء والشراب؟.. ثم تطالعنا بعمامة شيخ الإسلام وسيف أمير المؤمنين. لم أعد طفلاً. اعتن بالقصَّر ودعني وشأني. تزوج.. أمرك يا فندم.. طلِّق.. أمرك يا فندم.. ملعون أبوك.

05

إنه يستيقظ من نوم عميق سلمه إلى تعب شمل النفس والجسم وإنه لا يدري إن كان يستيقظ صباح الغد بهذا الفراش أم لا يستيقظ أبداً. لا يدري ولا أحد يدري. فالموت يجوب شوارع القاهرة طولا وعرضا ويرقص في أركانها. ياللعجب. ها هي أمه تعجن كعهدها منذ القديم. ها هو كمال يغط في نومه ويتقلب في أحلامه. وذاك ياسين يدل وقع قدميه فوق سقف الحجرة أنه انتزع نفسه من الفراش. أما أبوه فلعله الآن منتصب القامة تحت الدش البارد. وها هو نور الصباح ذو البهاء والحياء تستأذن طلائعه في رقة بالغة. كل شيء يواصل حياته المعهودة كأن شيء لم يحدث. كأن مصر لم تنقلب رأسا على عقب. كأن الرصاص لا يعزف باحثا عن الصدور والرءوس... كأن الدم الزكي لا يخضب الأرض والجدران

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق