ذبابة بشرية > مراجعات رواية ذبابة بشرية > مراجعة รµε օตɾαղ❧❣☘❣❥❧

ذبابة بشرية - هانز أولاف لهلوم, يارا أيمن
تحميل الكتاب

ذبابة بشرية

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

المراجعة بقلم رُواء سيد ولكن تم نشرها من هذا الأكونت (الذي قرأت منه الرواية)

سيداتي وسادتي، نحن اليوم أمام رواية بوليسية جديدة، من ذلك النوع الفاخر الذي يكون فيه القاتل أمام عينيك طوال الوقت ولكنك لا تشك ولو للحظة أنه هو الفاعل.

تحت سماء مدينة أوسلو وتحديدًا عام 1968 حيث بناية شارع كريبس، يدوي صوت رصاص وتقع الجريمة مخلفةً وراءها جثة (هارالد أوليسين) السياسيّ السابق الذي لم تستطع شهرته درءَ الخطر الذي تربصّ به وأرداه قتيلًا.

وتبدأ الأسئلة بعدها في التصاعد واحدًا تلو الٱخر، هل هو انتحار أم قتلٌ متعمّد؟ وإن كان بالفعل انتحارًا فلماذا يغيب المسدس عن مسرح الجريمة؟ وإن كان قتلًا فكيف استطاع القاتل الهروب دون أن يراه أحد؟ هل كان القاتل من داخل أم خارج المدينة؟ وما الدافع وراء القتل؟ بغرض مال أم انتقام؟ هل استطاع أوليسين التعرّف على الوجه الأخير الذي رآه قبل مماته أم كان قاتلًا مستأجرًا؟ كلها أسئلة تجد عقلك فجأة مزدحم بها وعقل المحقق كريستانسين -الذي وجد نفسه فجأة متورطًا داخل جريمة قتلٍ معقدّة- لم يكن أقل ازدحامًا وفوضى.

نسيرُ مع المحقق شقةً شقة، نقابل معه جارًا تلو الٱخر، ونزداد تورطًا شيئًا فشيئًا، نلتقي في البداية بزوجة الحارس (راندي هانسن) التي تدوّن مواعيد حضور ورحيل سكان البناية جميعهم بدقة متفانية، نمرّ بعدها بـ(داريل ويليامز) الذي يقاسم الطابق الثاني مع أوليسين والذي يعمل لدى السفارة الأمريكية ويقضي معظم وقته في عمله، ويعود إلى شقته وكأنها زيارة قصيرة. أما في الشقة القابعة أسفل أوليسين مباشرة فقد عاشت الٱنسة (سارة سانكيفست) وهي طالبة عشرينية يافعة، سويدية يهودية، تبدو منعزلة وحذِرة أغلب الوقت ولكنها ودودة تبعًا لملاحظات السيدة هانسن.

وعلى الضفة الأخرى من المبنى ولكننا ما زلنا في نفس الطابق، نقابل (الزوجين لوند) اللذين قد حظيا بمولودٍ منذ فترة وجيزة ويبدو أن السعادة العارمة لا تزال تعمّ زوايا شقتهم. وأخيرًا وصلنا إلى الطابق الأرضي، حيث يسكن (كونراد جينسن) عازبٌ يبلغ الخمسين ربيعًا وسائق سيارة أجرة ونازيّ سابق. وها نحن أمام الساكن الأخير، (أندرياس جوستاد) الذي كان يحيا حياةً هانئة يعتمد فيها بشكلٍ كليّ على ميراثه، تبدو الصورة مثالية إلى أن تأتي عينيك على قدميه وتكتشف إعاقته، وأنه يعجز عن السير خطوة بدون كرسيه المتحرّك.

كان هذا الكمّ من الشخصيات -المشتبه بهم- قادرٌ على منحِ أي رواية وخاصة إن كانت بوليسية نكهةً مختلفة، اختلاف ردود أفعالهم وتصرفاتهم، اختلاف حكايا ماضيهم التي تلقي بظلالِها على حاضرهم جميعًا، هذا بالضبط ما يصنع حبكةً تطبَخ على نارٍ هادئة، ويصنع لنا وجبةً لذيذة.

”العديد من الناس الذين يمرون بشيء مؤلم وصادم في فترة ما من حياتهم ولا يستطيعون تجاوزه أبدًا، يصبحون ذبابًا بشريًّا، ويقضون الباقي من حياتهم وهم يدورون حول ما حدث لهم مثلما يدور الذباب فوق القمامة.“

يمضي كريستانسين قدمًا في التحقيق بمساعدة باتريشيا؛ فتاةٌ قعيدة مولعة بالروايات البوليسية ولكن وحدها تملك القدرة على كشف اللثام عن قاتل محترف يحسب كل خطوة يخطوها، ولكن باتريشيا كانت دومًا تسبقه بخطوة وتعلم حركته القادمة. وحينما يوشك المحقق على اكتشاف قاتل أوليسين، تقع جريمةً أخرى في البناية، ولكن هذه المرة يترك القاتل وراءه أدلة كافية لفضح أمره، وإنهاء الكابوس الذي امتدّ لإحدى عشر يومًا أخيرًا.

(ذباب بشري) هي رواية عن خبايا الماضي، عن الكره الذي إن لم تزيل ٱثاره من قلبك سيتفاقم وتخرج الأمور عن السيطرة، وبالأكثر، هي روايةٌ عن مدى تشابك العلاقات البشرية وكيف يمكن لكل الذباب البشريّ ذاك أن يجتمع تحت سقفِ بناية واحدة!

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق