ملاذ > مراجعات رواية ملاذ > مراجعة ناصر اللقاني

ملاذ - زينب الفضالي
تحميل الكتاب

ملاذ

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

قرأت المجموعة القصصية "ملاذ" للكاتبة والأديبة زينب الفضالي، كنت أريد أن أكتشف لماذا الملاذ، ومن ماذا وإلى أين، فعنوان أي مجموعة قصصية عادةً يمنح المعنى والدلالة لقصصها سواء كان ذلك عن عمد أو تلقائية، وأقول أن الكاتبة نبهتنا لأشياء كثيرة عبثية وأحياناً عدمية تحدث في حياتنا ومن حولنا قد نكون ألفناها بحكم العادة والتكرار، لكنها في الحقيقة تستحق أن نقف عندها ونراجع عنها أنفسنا ونبحث منها عن الملاذ. 

قرأت "أبو شحاتة" ووجدت فيه شخصية متسربلة بسحر الحرافيش تُقبل بعناد على مغامرة نزقة أعجبتني فيها مفاجأة النهاية، وقرأت "أبيض وأسود" ووجدت فيها رائحة نوستالجيا محببة خلقت حنيناً دافئاً لسحر الماضي عندما يلمس القلب، وقرأت "أغنية لم تكتمل" ووجدت فيها لحظة دافئة يمتزج فيها حب الحياة والوفاء والأمل والإصرار على إكمال الأغنية،  ثم وجدت نفسي مدفوعاً إلى المضي في استكشاف الملاذ، وإلى الإبحار في باقي القصص الإحدى والعشرين، فقرأتها جميعاً، واستمتعت بتنوع المشاعر التي انتابتني أثناء القراءة، وبتنوع أشكال الملاذ الذي تشي به طيات هذه القصص.

هل الملاذ هو التشبث بسحر الماضي واستدعاء الحنين والشغف الذي كان يغلف حياتنا في زمان آخر ومكان آخر، أم الملاذ هو الإصرار على خلق المعنى والدفء والأمان في زماننا ومكاننا مهما كان الأمر عسيراً، وهل يمكننا أن نجد الملاذ في المعاني التي حملتها قصص المجموعة، وهل يمكن صوغها في مفردات مثل:

جسارة "أبو شحاتة"

حنين "أبيض وأسود"

دندنة "أغنية لم تكتمل"

سحر "الدنيا صيام" 

عبق "الشتا حواديت"

نهار "الوعد" 

أمنية "تورتة أنس"

شموخ "حافي القدمين"

براءة "ست الحسن تطير"

بسالة "طوق نجاة"

رجاء "ظلال"

شجاعة "فيونكات"

سخرية "قطط سميرة" 

أمل "ما بقي"

شجون "ماذا لو؟!"

صرخة "مذبحة"

ذكريات "ملاذ"

نبل "من وحي الألم"

إنسانية "هتاف"

شغف "رُبّ صدفة"

همسة "يونكا"

بقي أن أشير إلى البراعة اللافتة في اختيار  لغة سهلة محملة بمفردات ثرية ومعاني متدفقة أودعتها الكاتبة في ثنايا القصص، مما يضفي على القارئ الشعور بالراحة والأُلفة والارتباط بالكتاب.

انتهى الكتاب، وتركتنا الكاتبة لحيرتنا وتساؤلاتنا، هل الملاذ في اجترار حلاوة أشياء مضت، أم في التشبث بمعطيات حياتنا والغوص في زخم حاضرنا علّنا نجد فيه الملاذ، ولكني أدركت أن الكاتبة تقول لنا أنه في كلتا الحالتين ليس علينا أن نرضخ لثقل الحياة أو نرضى بقسوتها أو نستسلم لمقاديرها في صمت، بل على كل منا أن يبحث عن المعنى فيها، وأن يبحث عن ملاذه.

ناصر اللقاني

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
2 تعليقات