الهويات القاتلة > مراجعات رواية الهويات القاتلة > مراجعة Rudina K Yasin

الهويات القاتلة - أمين معلوف
تحميل الكتاب

الهويات القاتلة

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الكتاب رقم 39/2023

الهويات القاتلة

امين معلوف

"لقد علمتني حياة الكتابة أن أرتاب بالكلمات، فأكثرها شفافيةً غالباً ما يكون أكثرها خيانةً. وإحدى هذه الكلمات المضلِّلة هي كلمة «هوية» تحديداً. فنحن جميعاً نعتقد بأننا ندرك دلالتها، ونستمر في الوثوق بها وإن راحت تعني نقيضها بصورة خبيثة"

"و خلاصة القول ان كلا منّا مؤتمن على أرثين: الأول "عمودي" يأتيه من أسلافه و تقاليد شعوبه و طائفته الدينية، و الثاني "أفقي" يأتيه من عصره و معاصريه. و يبدو لي أن الأرث الثاني هو أكثرهما حسما، و يكتسب المزيد من الأهمية يوما بعد يوم. و مع ذلك، لا تنعكس هذه الحقيقة على ادراكنا لأنفسنا. فنحن لا ننتسب الى أرثنا " الأفقي" بل الى أرثنا الآخر"

لا عجب ان يكتب كاتب مثل امين معلوف المواطن الذي ولد في لبنان 1949 ويعيش الان في فرنسا لا عجب ان يؤلف كتابا مثل الهويات القاتلة فهو كاتب مزدوج ذا لغتين وجنسيتين وقوميتين وان زدنا ربما ديانتين ولتعريفها اكثر (مؤمن او غي ر مؤمن) لياخ1 الكتاب معنا 200 صفحة لنذهب غي تحليل الكاتب وفق اسلوب سردي جميل كان رفيقي في المواصلات العامة لخمسة ايام.

تعريف الهوية

تعرف الهوية اصطلاحاً "بطاقة الهوية" الشهرة والاسم ومكان وتاريخ الولادة وصورة وتعداد لبعض الصفات الجسدية وتوقيع وأحياناً بصمة الشخص. وهي مجموعة كاملة من البيانات للدلالة دون لبس ممكن على ان حامل هذه الوثيقة هو فلان، وأنه لا يوجد بين مليارات الناس الآخرين شخص واحد يؤخذ خطأ على أنه هو حتى لو كان بديله أو أخاه التوأم.

لكن ان اردنا ان نعرفها حسب تعريف الكاتب ، ليس في نيتي أن أعيد تعريف فكرة الهوية تكراراً. فهي المسألة الأساسية للفلسفة منذ قال سقراط إعرف نفسك بنفسك وصولاً إلى فرويد ومروراً بالعديد من المعلمين الآخرين. ومن أجل تناولها من جديد في أيامنا يتطلب الأمر كفاءة أكثر مما أمتلك وكذلك المزيد من الجسارة. إن المهمة التي آخذها على عاتقي أكثر تواضعاً من ذلك بكثير، وهي محاولة فهم لماذا يرتكب العديد من الأشخاص اليوم جرائمهم باسم هويتهم الدينية أو الاثنية أو القومية أو غيرها.

الكتاب :

الهوية في نظر الكاتب : كما قلنا الكاتب مزدوج متعدد الظواهر تعب من الازدواجية لانه عربي كاثوليكي حاصل على الجنسية الفرنسية ونشر كل أعماله بلغتها، وله اجداد من جنسيات مختلفة لان عائلته شكلت قوميات متعددة كل هذه الامور ساهمت في انشاء معروف كما عرفناه ، وهو رافض للتخلي عن أي منها. يرى معلوف أيضًا أنها تُشكِّل عامل تقريب قوي بينه وبين البشرية جمعاء لان الفرد لا يمكن اختزاله في هوية او قومية واحدة

نستطيع القول أن الفكرة الأولى تكمن في أن يتقبّل الإنسان والمجتمع انتماء الشخص للعديد من الهويات في آن واحد، وأنها تُشكِّل هويته الفريدة من نوعها –التي لا يشاركه فيها أي أحد آخر- وأن يتعاطى معها بتفهم وتقبل.

عالمنا : عالمنا غريب عجيب حوى كل شيئ وناقش كل شيئ والكاتب برغم علمانيته الا ان له توجه ديني يطلب من خلاله ان يكون المجتمع حقيقي لا يوجد به مشاكل عبر ابتعاد البشرية عن كل ما يثير المتاعب؛ ليتبنى العالم منظور الانسان الاكبر والحقيقي وتسقط كل الهويات من أجل هذا الهدف الأسمى، مهما كان هذا التعايش أجوف أو يغتال الهوية ضمنًا، حيث تبناها الكاتب في تجربته الخاصة عبر استيعاب او محاولة استيعاب الرؤى .

الهوية والمجتمع او المجتمعات : للاسف ان بحثنا في تاريخ الحروب نجد الهوية هي المسبب الاول والقاتل الاول وخاصة ان اخذت الطابع الديني كما تتبنى الشعوب رؤاها المختلفة للدين؛ فالإسلام في الشرق ليس كمثيله في الغرب، وإسلام القرون الوسطى يختلف عن إسلام الألفية الثالثة، هم بالفعل يتشاركون نفس العمود الفقري، لكن يختلفون في تفاصيل كثيرة. وينطبق الأمر ذاته مع أي دين ، وانا هنا لا اعرف ان كان الكاتب يهاجم الدين ام يتحدث عن الاسلام والمسيحية بالتعميم وفق افق المحبة .

فالكاتب يريد عالم يتبنى جديدًا من التدين، دين لا يمثل انتماء يُشبِع الجانب الروحي لاتباعه وحسب -ليصبح مآل الانتماء الديني هو التطرف لا محالة- هنا نرى تأثرًا واضحًا لوجود الدين كستارة للمصالح الشخصية لأبناء الطوائف اللبنانية المختلفة، لكن لا يمكننا تعميم النموذج اللبناني، وإن كان متكررًا بالعديد من بلدان العالم.

ناقش الكاتب موضوع الهوية من تجربته الشخصيةفيعترف بمدى نجاح نموذج التعايش الذي تبنته الحضارة الإسلامية، كما يؤكد أن حاضر المجتمعات الإسلامية بعيد كل البعد عن ماضيها، كذلك يشيد بقدرة الغرب الحديث على التعايش –بالغ في هذا الأمر حقيقة- إلا أنه لا يجد أي غضاضة في الاعتراف بالمجازر التي ارتكبها الغرب وصعوبة الانضواء تحت رايته في ظل كل الجروح الدفينة في نفوس أبناء الحضارات المنتهكة من قبله.

ما هو المطلوب : من الصعب، المساس بالهوية من قريب لانها ستصبح مثار قلق ، لانه ستجد السبيل لخلق فكر جديد ربما كان متطرفا وهذا ما وعاه الكاتب وارد ايصاله.لنا عبر التحليل والتفسير .حيث اعتمد الكاتب اسلوب التناقد فهو يذكر طرفي النقيض من أي مثال انتمائي، مما يجعل الصور كاريكاتورية في بعض الأحيان، ربما انتماؤه لبلد مثل لبنان تستعر فيه النعرات الطائفية أجّج هذه الرؤية عنده، لكن لا يمكن تعميم الصورة بهذا الشكل لانهل لا تنطبق.

الماضي والحاضر : اعترف الكاب بالنظرة التشائمية في كتابه من خلال اخبارنا ان الهوية سبب العنف لكن هذا ما حصل

فالعالم قرية صغيرة لكنه غابة موحشة قاتلة يتناحر الناس فيها ويتقاتلون

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق