نحن نعيش في دنيا الله، ودنيا الله هي مجموعة قصصية لنجيب محفوظ مُكونة من 14 قصة قصيرة، يبحث من خلالها نجيب عن معنى، يبحث عن كُنه تلك الدنيا، وكيف أصبحنا لا نفهمها، وأغلفنا الغاية من وراءها، أصبح الجشع والكذب والخداع أهداف لنا، وتركنا التأمل في دنيا الله.
أربعة عشرة قصة قصيرة، تجد منها الرمزية والاجتماعية الدرامية، تتحدث عن كل شيء، تتأمل في الدنيا لنحاول فهمها، بتعقيداتها التي أصبحت عليها.
وكعادة أي مجموعة قصصية، تفاوتت القصص جودة وطولاً، وأكثر ما أعجبني في المجموعة؛ قصة "الجامع في الدرب" التي كانت عن استخدام السلطات للدين كمسوغ لأفعالهم، وقصتي "موعد" و"حادثة" اللتان تتأملان في القدر وتراتيبه، وقصة "زعبلاوي" والبحث عن الإيمان؟ الحقيقة؟ عن الغاية التي لا تُدرك؟، و"حنظل والعسكري" وتلك الأحلام التي يعيشها الشعب، وتنهبها منهم السلطات، وغيرهم، ستجد في كل قصة ما يدعو للتأمل، وفي كل قصة ستجد أن شخصياتها كان أمامهم اختيارات مُتعددة، وكان يأتي التصرف طبقاً لرؤيتهم لدنيا الله، وكلاً يرى نهايته بحسب رؤيته.
مجموعة قصصية جميلة، تدعو للتأمل والتفكير، أو على الأقل محاولة ذلك، يُشاركنا فيها "نجيب محفوظ" محاولات فهمه وبحثه عن دنيا الله.