كيف قتلت أبي > مراجعات رواية كيف قتلت أبي > مراجعة ماجد رمضان

كيف قتلت أبي - سارة خاراميو كلينكيرت, محمد الفولي
تحميل الكتاب

كيف قتلت أبي

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

اسم الرواية: كيف قتلت أبي

الكاتب: سارة خاراميو كلينكرت، روائية كولومبية، عملت في الصحافة مع أغلب وسائل الإعلام الكولومبية الكبرى، وحصلت على درجة الماجستير في فن السرد من مدرسة الكتاب في مدريد، وتعد الرواية هي باكورة أعمالها.

ترجمة: محمد الفولي.

دار النشر: دار الخان للنشر والتوزيع.

سنة النشر: 2020

مرارة الفقد لا يشعر بها إلا من مر بالتجربة، وعاش لحظة الألم، وشكل غياب المحبين فجوة في حياته لا تملأ أبدا. لأن الأمر لا يرتبط فقط بالألم والهجران وكيفية تعاطي الإنسان معهما بكل الصور الممكنة، وإنما بصورة الأب والأم والأخ والعائلة ككل، وبأمور كثيرة ربما يظن المرء أنه يعرفها، لكنه لا يعرفها حق المعرفة.

اعتمدت المؤلفة على الكتابة بلغة مرهفة صادقة تلمس قلب القارئ من السطر الأول، وتقوم بإهداء الرواية إلى والدها، حتى إن لم يستطع قراءتها، وإلى أمها التي اضطرت أن تصبح أبا أيضا.

تغوص الروائية الكولومبية في أعمق ذكرياتها وفي تأبين حزين، تتناول لحظة مقتل الأب، تحلم سارة دوما بالرصاصة التي تنهي حياتها، مثلما أنهت حياة والدها، فلا يزال يشق عليها تصديق أن 35 جراما من الصلب، وجراما واحدا من البارود تمكنت من القضاء على عائلة، وحلمها المتكرر بالرصاصة مرده كثرة تخيلها لها وهي تخترق جسد والدها، المحامي الذي لم يخسر أي قضية.

موت الأب أشعل الأحزان والأحداث، وباتت الكاتبة من بعد تلك اللحظات المريرة زهرة ذابلة، منزوعة من جذورها، إثرها تفككت العائلة بعد أن أنهكها الماضي.

تقول الروائية الكولومبية عن الرواية: أنها كتبتها بحبر لا ينمحي، لكيلا تزول، ولكيلا تندم على قولها، ولكيلا تنجح الرياح في اقتلاعها من على طرف لسانها، وقبل أن يقنعها الصمت بالاحتفاظ بها، وقبل أن تختنق بها حنجرتها، وقبل أن يدهمها الموت.

تقييم الرواية:

• مع أن الرواية تنتمي إلى نمط السيرة الذاتية، التي كتبت عقب مرور ثلاثين عاما من واقعة اغتيال الأب، لكنها تتصف بالتحليل النفسي الدقيق لمشاعر الأطفال الخمسة، وتتطرق إلى الكيفيّة التي واجهوا بها العدائية والشفقة على حد سواء.

(مرورا بقضم سارة لأظافرها باستمرار، وتعاظم هلعها عند قدوم المساء. وانتهاء بالجزع الذي يقذف الإخوة في جحيم الخوف والغضب المتأتي عن الإحساس بالقهر والعجز. فلا يجدون وسيلة لتنفيسه أفضل من المشاجرة وشد الشعر، حتى يصبحوا في مرات عديدة عصبة حيوانات متوحشة يترصّد بعضها بعضا بين أشجار مزرعتهم، أو فوق سقف منزلهم. وعلى غرار الحيوانات الجريحة كانوا يعمدون إلى إخفاء ألمهم، والبكاء منفردين، كيلا يلفظهم القطيع).

• استطاعت الكاتبة أن تمنح القارئ إحساسا بالغنى الداخلي رغم مأساوية الحدث الذي التفت حوله، فنجحت عبر الوصف المدهش للمشاعر والأحاسيس في إيصال هواجس الطفلة التي فقدت والداها، من دون الحاجة إلى السقوط في مطب الرثاء للذات عبر التكرار الوصفي والاستطرادات غير المجدية.

• ما يعيب الرواية على امتداد أكثر من 200 صفحة، أنها تغرق في التفاصيل الحياتية اليومية، التي تأكل من صفحات الرواية أكلا، ولا تقدم في طياتها فكرة جوهرية.

اقتباسات:

- العالم الحقيقي ليس فيه ثلاث محاولات للحياة، كألعاب الفيديو، توجد فيه حياة واحدة، وحين تخسرها، تضيع الى الابد.

- يُولًد عبير الآباء سكينة لا توصف، حين يستشعر المرء رائحة أبيه، تبدو المسألة كأن كل الأمور ستنتهي على ما يرام، وأنه ما من شيء سيئ قد يحدث.

- لا يقبل المرء الغياب، لكنه يتقبله في النهاية، مع مرور الوقت.

- حين يموت شخص ما، يلجأ المرء بالتشبث بالذكريات وجمع شظاياها .

- لو أنني ذات مرة فكرت في الموت، فقد نبذت الفكرة بمجرد أن فكرت في أن الموتى لا يقرأون.

- ما زلت لا أعرف هل كبرنا حين بدأنا نذهب وحدنا الى المدرسة، ام أننا بدأنا نذهب وحدنا للمدرسة لأننا كبرنا.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق