القندس > مراجعات رواية القندس > مراجعة نهى عاصم

القندس - محمد حسن علوان
تحميل الكتاب

القندس

تأليف (تأليف) 3.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

القندس

ل محمد حسن علوان

بطل العمل-غالب- الأربعيني الذي يترك الرياض ذاهبًا إلى بورتلاند- ويلامت- أمريكا وهو ابن بيئة مغايرة للبيئة التي سيذهب إليها فيقول:

❞ ولكني فكرت أنها امرأة من البحر وأنا رجل من الجبل. بيننا جغرافيا هائلة. ❝

أو يقول حينما يقارن اخضرار المكان حوله ببيئته الصحراوية:

❞ هذا المكان ملتاث بالأخضر بشكل مَرَضي كما لو أن بقية الألوان اختفت من الحياة. ❝

تعرف البطل على قندس على شاطىء النهر وأصبح رفيقًا له يؤنس وحشته ويعده بالذكريات إلى الأهل في الرياض..

ولما كانت أمريكا تقوم كل فترة زمنية بإطلاق شخصية دعائية ما، فتصنع منها الملابس والعرائس والأكواب والكارتون الخ الخ.. وشخصية هذه الفترة التي يقيم فيها بطلنا كانت:"القندس".. ولكنه لم يكن مجرد شخصية إعلانية مؤقتة إذ يقول البطل:

❞ بدت المدينة وكأن قندسًا هائلًا يحركها من الأعلى بخيوط خفية. أدهشني ذلك بضع ساعات ثم فهمت من عبارات استرقتها من عابرين وكلمات قرأتها في لوحات أن القندس رمز هذه الولاية، ولهذا يقام له مهرجان سنوي أشهده لأول مرة. ❝

يكتب الكاتب مشاهد روايته مشهدًا في زمن حالي وهو زمن وجوده بأمريكا ومشهد من الماضي في الرياض..

وها هو يشبه القنادس بعائلته ويصف لنا مشهدًا بديعًا عن القندس وحياته وعن نفسه وعائلته..

الطلاق مأساة تصيب الأطفال كثيرًا خاصة إذا ما قرر كلا الأبوين أن الطرف الثاني هو المخطىء ويستحق السباب واللعنات ليلًا نهارًا.. وفي هذا تحدث الكاتب بصورة واسعة محزنة..والطفل المنفصل والديه يكبر حاملًا معه عقد الماضي حتى وفاته:

❞ القندس الذي يسافر كثيراً لا يكتمل سده وهم لا يتحمّلون رؤية قندس عارياً دون سد. ❝

الغربة موجعة مهما قلنا عن جمال السفر والعيش بعيدًا عن الأهل والأوطان:

❞ أعرف أن البكاء في حقائب الراحلين أهمّ من القمصان والأحذية. إنه الفعل الوحيد الذي يرطب جفاف المجهول ويحمي من تقلبات الغربة. ❝

للكاتب جمل وفقرات أعجبتني كثيرًا، أذكر منها:

❞ في شقتي مرآة صغيرة جدًا حتى إني أضطر أحيانًا لأن ألوّح لها لتراني.❝

❞ كان سرير أبي محفوفًا بمخدّات ملوّنة ومطرّزة بخيوط ذهبية أنيقة وكأنه احتفال بالمرض.❝

❞ أوقفت -سيارته- في مكانها المعتاد جوار شجرة لا أعرف نوعها ولكنها تورق ورقاً أرجوانياً منذ أقمت في هذه الشقة وكأن وجودي سمّمها. ❝

❞ حكايات أمي مكتومة في داخلي مثل الغاز السام. لهذا أبقيها دائمًا في قعر الروح حيث لا تبلغها الدلاء. ❝

❞ الورق في الدفتر الأخضر لا يخون أبداً بينما هذه الأجهزة الإلكترونية المنشاة على أخلاق السيليكون لا يمكن الوثوق بها ولا بثقوبها المطاطية التي تمسح الذاكرة وتحرّض على الخيانة. ❝

❞ افتراضاتنا حيال أنفسنا تتشعب كلما كبرنا حتى يصبح اليقين شائكاً وبعيد المنال. ❝

❞ ولكني الرجل الذي خرج عاريًا إلى البرد احتجاجًا على اكتظاظ خزانته بالملابس المحيّرة ❝

رواية عميقة تستحق القراءة..

#نو_ها

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق