في ممر الفئران > مراجعات رواية في ممر الفئران > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

في ممر الفئران - أحمد خالد توفيق
تحميل الكتاب

في ممر الفئران

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

"مُديرك أقوى منك.. زوجتك أقوى منك.. أولادك أقوى منك.. المجتمع كله أقوى منك. أنت لا تقدر على ركل كلب في زقاق لأنه سيمزقك، ولا تجرؤ على تحدي ضابط شرطة أو مسئول كبير لأنه سيُنهي مستقبلك. أنت لا تجرؤ على ذكر آرائك السياسية، ولا تجرؤ على مصارحة امرأة تشتهيها بأنك تشتهيها.. هذا بالطبع قبل أن تنتهي لفظة اشتهاء من قاموسك.. لا تجرؤ على ذكر رأيك في الدين أو المجتمع أو الناس. الكون هرم مقلوب يسحقك. الكون قد خرج للظفر بك، وأنت بلا مخالب."

رواية "في ممر الفئران" هي المعالجة الأطول والأعمق لـ "أسطورة أرض الظلام" من سلسلة ما وراء الطبيعة، وسواء كان عن قصد أو بدونه، فستجد نفسك تعقد المُقارنات، وحتماً، ستجد نفسك تُفضل رواية على أخرى، حتى نقطة النهاية في كلا الروايتين، فالاختلاف كبير ومُهم، ويؤسس لرمزية أكبر وأوسع من محيط الروايتين.

رواية "في ممر الفئران" من أدب الديستوبيا السوداوي، تبدأ الأحداث عند دخول "الشرقاوي" إلى غيبوبة طويلة، فيجد نفسه في عالم من الظلام، كل شيء أصبح مُظلماً، لدرجة أنك تشعر بكيان الظلام حولك وفي أنفاسك وفي كلماتك، الحياة أصبحت سوداء، وهذا بالمعنى الحرفي، فكيف ينجو من هذا الكابوس؟ والأهم، هل وجوده بداخل هذا العالم مُقدراً؟ أم أنه مجرد حلم طويل يهرب فيه من واقعه؟

وجدت نفسي بعد منتصف الأحداث، أقارن بينها وبين "أسطورة أرض الظلام"، بشكل لإرادي، وبشكل إرادي، لأن التشابهات عديدة، الهيكل الرئيسي للروايتين واحد، هناك جمل مأخوذة بالحرف الواحد، هناك بالطبع مجهود مبذول في تطوير شخصيات وإضافة شخصيات وأحداث، ولكني وجدته أقل مما كنت أتوقع، لتأتي نهاية "في ممر الفئران" المختلفة تماماً عن نهاية "أسطورة أرض الظلام"، لأجد نفسي متفاجئاً بحق، فهذه النهاية والإلتواءة، مُبهرة، وفيها من التأويلات ما يفتح الكثير، حيث أن "أسطورة أرض الظلام" صدرت في 2009، و"في ممر الفئران" صدرت في 2016، فيا ترى ما الذي حدث في ظرف سبعة سنوات لتتغير النهاية؟ لتتغير الرؤية التي كان يراها الكاتب؟ ذلك ما جعلني أرى أن لهذه الرواية هدف وغاية أكبر من مُجرد مُعالجة لعدد في سلسلة، وذلك ما رفع قدر الرواية عندي، ولكن ليس كثيراً، هو فقط أنقذ الرواية من أن تكون رواية أقل من العادية، إلى رواية جيدة بشكلاً ما، تحت ظروف مُعينة.

أعتقد أنه من الأفضل ألا تقرأ الأسطورة والرواية بشكل متتالي، كان هذا خطأ وقعت فيه، تحتاج لفترة طويلة تفصل بينهم، وإن كان تفضيلي يظل كما هو، الأسطورة أولاً ثم الرواية، فمن سيقرأ واحدة ويقرأ الثانية بعدها في فترة قريبة، أعتقد أنه لن تنال إعجابه تماماً، وتلك مُعضلة هذه الثنائية من وجهة نظري، ورغم ذلك ودون أن أكون مُناقضاً لنفسي؛ أن من سيبدأ بـ "في ممر الفئران" سيكون تقديرها لها أكبر بكثير، ومن سيقرأ العملين سيفهم سر ذلك التناقض الظاهري ولكنه غير ذلك تماماً.

ختاماً..

قد تجد هذه المراجعة مُجرد مقارنة بين الروايتين دون التطرق إلى جزء كبير من فكرة وحكاية "في ممر الفئران"، وذلك بسبب أنني كتبت في أسطورة أرض الظلام ما أريد كتابته، ولو ذكرته هنا فهو محض تكرار غير مناسب. وذلك لا يمنع أن رواية "في ممر الفئران" تُقدم فكرة مُختلفة عن أسطورة أرض الظلام، وذلك لم يتضح إلا بعد النهاية، فهي رواية سوداوية تحمل رمزيات عديدة عن تعسف السلطات وفكرة الألوهية التي تقوم عليها الأنظمة، والمصلحة التي تخدم علية القوم فقط، والنظر إلى الشعوب كفئران مقيتة يجب أن تظل في الممر حتى تتعفن وتموت، وتضيف رحلة لواحد من أغرب وأعقد الشخصيات؛ الشرقاوي، المذكور في النبوءة التي لم تكن.

يُنصح بها.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق