الكهف > مراجعات رواية الكهف > مراجعة Rudina K Yasin

الكهف - جوزيه ساراماجو, صالح علماني
أبلغوني عند توفره

الكهف

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.6
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الكتاب رقم 34/2023

رواية الكهف

جوزيه سارا موجوا

ترجمة صالح علماني

شدني هذا الوصف: يختزل وجوده في مجموعة تفاعلات تقنية لا روح فيها، وأمام هذا "التشييد" للوجود الإنساني، هذه الحياة العصرية التي تتضاءل فيها قيمة الإنسان

الخيوط التى تشابك العلاقات الإنسانية عموماً، وعلاقات القرابة بصورة خاصة، لاسيما القرابة المقربة منها، هي اشد تعقيداً

مما تبدو عليه للوهلة الأولى، نقول آباء، ونقول أبناء معتقدين اننا نعرف تماماً ما نتكلم عنه، ولا نتساءل

حول الأسباب العميقة للعواطف الكامنة هناك، أو اللامبالاة، أو الكراهية

# قبل البدء

ربما لم اقرأ من قبل للكاتب للأسف الشديد او بالأصح لم اكمل كتابه العمى من ثلاث سنوات ونسيت انني بدئت بكتاب حصار لشبونة وان كل الأسماء مركونة منذ زمن لكن رواية الكهف جعلتني اعيد التفكير فعبر الكتاب ذهبت الى ما هو ابعد من ذلك عشت تفاصيل صغيرة ربما لا نهتم لها نعم ابدع الكاتب البرتغالي جوزيه ساراماجو ( 1922 – 2010 )، الذى اقتنص بقلمه نوبل للأدب عام 1998، وبأسلوبه عقول القُراء، فلم يكن فقط شيوعي في رؤيته السياسية، ولكن كان هناك (فائض) من العبقرية في رواياته عبر تغذية فن الأُمثولات (بمواد خام) صافية من (مصنع) قريحته، جعل كل قارئ ينهل من (إنتاجه) وعلى عكس قانون العرض والطلب تُرجمت مُنتجاته إلى 25 لغة دون أن يحدث خسارة في سهم واحد من أسهم الحب المبثوث في سوق بورصة القراء فهل ثمة حاجة بعد ذلك إلى حساب (مُعدل الإهلاك) والرباح قد فاق الحدود؟ " موقع ويكا"

عبر 368 صفحة اخذني الكتاب الى كهف نفسي عميق مثل كهف افلاطون ولمن يسال عن كهف افلاطون وقبل البدء بالحديث عن الكتاب يمكن ان نقول (يرمز إلى ان النفس الانسانية في حالتها الحاضرة، أي خلال اتصالها بالبدن، اشبه شيء بسجين مقيد بالسلاسل، وضع في كهف، وخلفه نار ملتهبة تضيء الأشياء وتطرح ظلاله)

في صفحة 6 يقول الكاتب “يا لغرابة المشهد التي تصفه، ويا لهم من سجناء مستغربين انهم مثلنا وان عدنا الى اخر صفحة من الكتاب نجد الكاتب يعود الى الكهف عبر اعلان المركز" قريبا جدا: يفتتح للجمهور كهف افلاطون وسيلة جذب حصرية، وحيدة في العالم، اشتر تذكرة دخولك"

وبين الصفحة رقم 6 والأخيرة 368 نعيش احداث الرواية مع عائلة صانع الفخار سيبريانو الغور وابنته مارتا وزوجها مرسيال ضمن عائلة صغير كما في الصفحة الأولى " كما يفتتح ساراماغو الرواية، «الرجل الذي يقود الشاحنة الصغيرة المغلقة يدعى سيبريانوا ألغور، مهمته صانع خزف، وله من العمر أربع وستون سنة، مع إن مظهره يوحي للوهلة الأولى بأنه أصغر سنًا. والرجل الجالس إلى جواره هو صهره، ويدعى ميرسيال غاتشو، لم يبلغ الثلاثين بعد. بعد هذه الاسطر وعبر الصفحات المتبقية يحاول الكاتب ان يأخذنا الى تفاصيل حياتهم يومياتهم اسلوبهم عبر كهف افلاطون حيث دفعهم الكاتب للخروج والتحرر من السجن عبر هروب الى مدينة كبيرة وآلات وتلفاز وغرف صغيرة كمن يدفن ذكرياته ومكنون نفسه عبر كهف افلاطوني صغير.

المركز او الكهف او المدينة كلها أسماء لنفس المنطقة حيث تسكن العائلة في قرية او عشوائية على أطرافها وقد تحدث الكاتب عن شوارعها والرفاهية التي تجلبها ؛ فلا يمكن نكران المنفعة الاقتصادية وحياة الرفاهية التي تجلبها المدن لسكانها بل ويمتد أثرها إلى من حولها من الحرفيين، إلا أنه وخلال فترة اعتماد سيبريانوا ألغور على هذا المركز في شراء الأواني الفخارية التي يصنعها، طلب منه المركز التوقف عن إمدادهم بهذه الأواني نظرًا لاعتماد الزبائن المتزايد على الأواني البلاستيكية بدلًا عنها بعبارة أخرى تبديل زمن مكان زمن فالكاتب نشر الرواية عام 2000 وتحدث عن أناس ربما عاصروا الحرب العالمية الأولى او الاتراك لكننا الان في عام 2023 نعيش بالتكنلوجيا وبغيرها نفقد الكثير.

الامل معظم الحديث يدور حوله من خلال الدمى التي صنعها لغور مع صهره او البيت الموجود بالمركز المخصص لصهره ان نال الترقية لقد فقد الكثير بعد استغناء المركز عن خدماته حيث قال لصهره: «لم أعد في سن تسمح لي بانتظار الآمال يا مرسيال، أريد أمورًا يقينية، وأن تكون يقينية فورية، لا تنتظر إلى غدٍ قد لا يكون لي». وهو يخبرنا بمخاوفه وكبر سنه فضلًا عن شعوره بأنه هامشي في الأيام المقبلة من الحياة بعدما تغيرت كل الحياة التي يعرفها، كل هذا تسبب في دخوله إلى حالةٍ من القلق والتساؤل المستمر عن حياته وقيمتها ومعناها وعن القيم الأساسية التي يدافع عنها وأحلامه الصغيرة التي التقطها في مسيرته في الحياة، وذلك ما بدا واضحًا عليه خلال القصة، «كما لو أنه يحلم بأن يتحرر من نفسه ويصطدم طوال الوقت بجسده."

وكان ذلك واضحًا حتى في حواراته مع ابنته وصهره التي بدت أكثر من مرة وكأنها حالة من تأجيل انفجار وشيك. فلتقدمه في العمر آثاره السلبية على قوته البدنية والتي لا يحتملها الأخير؛ فهو يعي تمامًا بأن «الشباب لا يعرف ما يمكنه تحقيقه، والشيخوخة لا تتمكن من تحقيق ما تعرفه». بينما كانت حالته النفسية التي قدمها ساراماغو مضطربة وتتطلب التضحيات الكثيرة ممن يعاشرونه، مثل ابنته مارتا التي تعاطفت معه وحاولت تخيّل ما يعانيه أبيها نتيجة لبقائه دون عمل فجأة، وابتعاده عن البيت ومشغل الفخار وعن الفرن وكل الحياة التي يعرفها. وهذا أيضًا ما يقرّ به سيبريانوا إذ يقول: «من المحتمل جدًا أن يكون عدم التعقل وقلة الحكمة واجبًا على الشباب، ولكنهما حق للشيوخ يجب احترامه بالمطلق.

بالرغم مما تبدو عليه هذه النظرة من تشاؤم، وتصريح ساراماغو بأنه يرى هذه النظرة التشاؤمية هي فرصة خلاصنا من العالم المشؤوم بحيث يبدو فيه التفاؤل كأنه ينمّ عن انعدام أي إحساس أو بلاهة فظيعة؛ إلا أنه أيضًا وإن كان يقرّ بتشاؤمه إلا أن تشاؤمه هو «تشاؤم قائم على هذه الفكرة: لأن الواقع بهذا السوء، سأحاول ضمن إطار قدرتي تغييره»، وإن لم يكن بمقدورنا تغييره فعلى الأقل يمكن أن يشير بإصبعه ويقول: «انظروا، هذا سيء»، كما يفعل هو مع العولمة والنظام الاقتصادي المعاصر. ففي النهاية؛ هو يسلّم بأن «المتفائلين غير الأغبياء جيدون بقدر المتشائمين غير اليائسين، وبأن هاتين الفئتين يجب أن تتكاتفا وتعملا معًا لكي تحاولا الذهاب بواقعنا إلى مكان أجمل وبغض النظر عن أفضلية التفاؤل أو التشاؤم، فالنقطة الأهم بين نظرية كهف أفلاطون، وتجربة كهف ساراماغو، هي المجاز الواقعي للحياة وتأثير الواقع على رؤيتنا للأمور التي قد تكون محدودة وتفتقر إلى الحقيقة الكاملة؛ فالفكرة الجوهرية في الكهف هي أن ما نراه أو اعتدنا على رؤيته قد لا يكون الحقيقة بل مجرد ظلال خادعة عن الحقيقة وافتراضات صوّرها عقل المرء لما لا يدرك، من واقع .

منذ فترة لم اضع راي في كتاب او رواية لكن هتا اقف مصدوما اما عظمة المشهد انها قصة حقيقية من وحي الخيال نعيشها يوميا ونرى تفاصيلها اليومية شكرا أيها الكاتب على كل شيئ.

كل كلمة لها هدف لكني اختم بقول هل الدموع غادرة ام نحن من غدر بها ؟

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق