مَنّا : قيامة شتات الصحراء > مراجعات رواية مَنّا : قيامة شتات الصحراء > مراجعة Mohamed Metwally

مَنّا : قيامة شتات الصحراء - الصديق حاج أحمد
تحميل الكتاب

مَنّا : قيامة شتات الصحراء

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

قررت أخذ استراحة قصيرة من مشروع قراءات السيرة الذاتية لصيف ٢٠٢٣، للمشاركة في مسابقة أبجد للمنافسة على أحسن مراجعة لهذه القصة.

بدون مقدمات، يلقي بنا الصديق حاج أحمد إلى صحراء مالي، في وقت كارثة جفاف ١٩٧٣، ونصل تحديدا في ليلة هروب التوارق إلى مراكز الإغاثة في الجزائر، وهي رحلة صعبة بدنيا ونفسيا، فما بالنا وقد ماتت الجدة في البداية، واضطرت العائلة لبيع الدواب مقابل كيس أرز وأقمشة من الكتان ليستخدموها في تكفين موتاهم! ولكن مع هذا العذاب والهوان، يسطع ضوء من الامل مع قصة حب في قلب 'بادي' الذي ظل رغم الجفاف مرويا بحب ابنة خاله وحبه لعشيرته. فالحياة تشق طريقها كالمياه لتستمر مهما كانت العوائق.

تقفز الأحداث في الفصل التالي بضعة أعوام وآلاف الكيلومترات، الى معتقلات اسرائيل، لنجد بطل الرواية ينتظرنا هناك، ليستكمل روايته (التي هي مرآة لرواية التوارق) وكيف زج بهم القذافي في الحرب ضد إسرائيل مقابل وعد بتقنين أوضاعهم، وكان لبادى هدف إضافي هو الزواج من حبيبته بعد عودته منتصرا، ولكنه يقع في حبال الأسر لمدة عام أو يزيد، ثم يعود ليجد أن وعد الدولة كان سرابا.

تعود بنا الأحداث 'فلاش باك' لملء الفراغ بين الفصلين لفترة مابين الهروب والأسر، ثم يستأنف السرد من خلال رحلة بادي التي تعددت محطاتها لتمنحه ألقاب المعتقل، الأسير، المكافح، وأخيرا الثائر، وهي كلها محطات تعرض لمجهودات التوارق من أجل تنظيم أنفسهم للمطالبة بحقهم في إقامة دولتهم.

هذه هي القصة، وهي من النوع التاريخي الذي يمزج الواقع مع شخصيات تخيلية لرواية حدث أو فترة زمنية معينة. العنصر التاريخي هنا كان مأساة قبيلة التوارق وإلقاء الضوء على معاناتهم بدءا من الاحتلال الفرنسي لمالي الذي كان السبب في تحديد اقامتهم، ليأتي الجفاف طاردا لهم الى بقاع الأرض، وكيف استغلهم النظام الليبي لخوض حربه واعدا إياهم بدولة مستقلة للأزواد، ولكن طبعا كما هو متوقع، عند عودتهم لم يفي بوعده لهم. المعالجة الدرامية لهذه الأحداث تعطي مساحة كبيرة لأحداث درامية وشخصيات غنية، لكن كان سرد الأحداث التاريخية ووصف الأماكن والأشياء عنصرا غالبا في كثير من الأوقات معتمدا على الحكي من خلال بطل الرواية، فالحوارات بين شخصيات الكتاب شحيحة، مما جعلني أحس أن الكتاب أقرب لكتاب تاريخ عن كونه رواية، أحسست أن الرواية عنصر ثانوي في الكتاب، لكن هذا لم يؤثر على الرسالة التي استهدفها الكتاب عن قبيلة التوارق، قراءة مفيدة ولكن ليست متوازنة بين الإفادة والإمتاع.

لغة الكتاب صعبة بالنسبة لمن لا يتحدث هذه اللهجة خارج المنطقة الجغرافية للأحداث، وأتفهم (وهذا اعتقادي) أن هذا الأسلوب جزئ من إنتماء الكتاب وجعل القارئ ينغمس في الشخصية التوارقية وقضيتها، لكن أعتقد أن استخدام لغة عربية صافية بدون لهجات أو استخدام بسيط للفظات معينة لإظهار الشخصية التوارقية سيجعلها أسهل في القراءة لمختلف الأقطار، ويساعد أكثر على تعريف الناس بقضيتهم.

ملحوظة أخيرة: لا أستبعد إدراجها في قائمة بوكر هذا العام

محمد متولي

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق