يوتوبيا > مراجعات رواية يوتوبيا > مراجعة أمنية محمد لطفي

يوتوبيا - أحمد خالد توفيق
تحميل الكتاب

يوتوبيا

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

مراجعة لرواية يوتوبيا لكاتبها الراحل د.أحمد خالد توفيق كتبتها من ١٠ سنوات..

يوتوبيا

رواية لدكتور أحمد خالد توفيق

برغم أن هذه الرواية صدرت عام 2008 إلا أنك عندما تقرأها الآن تجد أنها ما زالت تنطبق على الوضع الحالي...وأيضا ستضمها لقائمة الأعمال الأدبية والفنية التي كانت تتنبأ بحدوث ثورة ولكنها تختلف في خلطها الواقع بالخيال والفانتازيا المميزين لأسلوب د. احمد..

اسم يوتوبيا هو مصطلح يصف الدولة الفاضلة حيث يكون كل شيء مثالي للبشر وتكون كل قيم العدل والمساواة متوفرة وجميع الشرور مثل الفقر والبؤس والأمراض غير موجودة ، وأصل الكلمة كان في في كتاب يوتوبيا المنشور عام 1516 من تأليف توماس مور الذي استقى أفكار مدينته الفاضلة فيه من أفكار أفلاطون في كتاب الجمهورية...وهذا بالطبع شيء ساخر حيث أن يوتوبيا أحمد خالد توفيق هي ديستوبيا أي أنها عكس ذلك تماما.

الرواية تنقسم لعدة فصول...يرويها بالتبادل شخصان ...أحدهما من مدينة يوتوبيا المرفهة والتي بالمناسبه تقع في مدينة الساحل الشمالي ويعيش فيها الأثرياء بمعزل عن الفقراء وتحميهم قوات المارينز الأمريكيه ويحيا معهم مختلف الجنسيات حتى الصهاينة...والآخر من باقي الشعب الغارقين في الفقر والحرمان من أبسط الحقوق.

رغم الفارق الرهيب في المستوى الاجتماعي والمادي إلا أنك تكتشف بمضيك في الرواية أن كلا المجتمعين يتشابهان كثيرا...كلاهما فقد أخلاقه تماما ...فالفقير يبيع عرضه وشرفه وضميره من أجل لقمة يأكلها....وهذه اللقمه التي يصارع عليها أخاه قد تكون قطعه من لحم كلب ...نعم.. فقد وصلت الحال إلى ان يصطاد الفقراء الكلاب ويأكلوها ليسدوا جوعهم حتى اختفت الكلاب من الشوارع واصبحت نادره.

والغني ايضا فقد أخلاقه...أفسده المال فجرب كل شيء حتى يتخلص من حالة الملل لديه...وأيضا باع عرضه وشرفه وضميره في سبيل المتعو و السعي للسعادة.

انتشرت المخدرات في المجتمعين على اختلاف أنواعها ما بين غال ورخيص...مع ذلك تمسك المجتمعان بمظاهر التدين الزائفة التي لا تدل على أي إيمان وقر في القلب !!!...ولكل مبرره...فالفقير يمني نفسه بجنة يجد فيها العدل وما حرم منه في حياته...والغني يخشى أن يفقد كل شيء في لحظة لشعوره بعدم استحقاقه هذه الاشياء فيتمسك بقشة الدين الشكلي علها تنقذه.

والشباب في المجتمعين شعروا بالملل من حياتهم..الفقير لأنه لا يجد أي شيء...والغني لأنه يملك كل شيء.

الأحداث المثيره تبدأ عندما يقرر شاب من مدينة يوتوبيا ممارسة رياضة من نوع خاص...صيد الفقراء..نعم رياضه انتشرت بين شباب الأثرياء يهرب الواحد منهم إاى خارج يوتوبيا ليخطف فقيرا ويعود به إلى المدينة ليلهو به مع أصحابه قليلا ثم يقتله...فيذهب هو وصديقته ويقابل الراوي الآخر الفقير في مجموعة من الأحداث المشوقة.

النهاية متوقعة وهي ثورة الفقراء وهجومهم على المدينة...ولكن غير المتوقع هو ما أدى إلى ذلك ومدى قسوته.

الرواية تعتمد على رعب الفكرة ...فعندما تقرأها ستجد أن الأوضاع الحالية والفجوه الكبيره التي تتسع من الممكن أن تؤدي الى هذا الوضع الكابوسي...خصوصا عندما تقرأ إحصائيات من أرض الواقع أضافها الكاتب في بعض المواقف...أو تقرأ مقطعا مثل:

(الشطائر مشكلة أخرى..كومة من الشطائر..شطيرة مليئة بما يزعمون أنها كبده وثمنها عشرون جنيها!...لو كانت هذه أكباد فئران لما أمكن بيعها بهذا السعر...) ...ستجد نفسك تشعر بالهلع...هذا يحدث الآن فعلا مع اختلاف الرقم بالطبع لأن القصه تدور في عصر تدهورت فيه قيمة الجنيه أكثر و أكثر.

بالطبع القصة تعتمد الاسلوب الساخر الذي يميز د. أحمد ولكنه ليس متواجدا بقوة مثل كتاباته الأخرى بسبب مأساوية الروايه....على كل هي رواية ممتعة وتخلط بين الواقع و الخيال وتدق ناقوس الخطر لمن يعي.

يوتوبيا رواية اجتماعية للكاتب المصري أحمد خالد توفيق, صدرت في عام 2008 وتعتبر هي الرواية الأولي له التي تصدر خارج المؤسسة العربية الحديثة, وقد جاءت الرواية في المركز الثاني في قائمة أكثر الكتب مبيعاً في دار ميريت وترجمت للإنجليزية.

رحمه الله

#أمنية_طائرالرخ

#مراجعات_الرخ

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق