"عندما تصبح التجربة أقوى من الندم يمّحي الشعور بالذنب. لن أسعى في هذه التجربة إلى تبرئة نفسي أو إدانتها، الفرح المطلق والحزن المطلق، أنا بينهما مثل دودة القز." - وجوه للمغربي محمد شكري 🇲🇦
ما زلت أذكر جيداً صدمتي بعد قراءة "الخبز الحافي"، الرواية الممنوعة لشكري الذي نشأ وترعرع في حواري وأزقة طنجة، فعرف مواخيرها وخماراتها وانصهر في لهيبها طفلاً مشرداً عرف الدعارة والسُّكر وتعاطي المخدرات مبكراً. تعلم شكري القراءة في سن العشرين بعد أن عمل صبياً في مقهى وماسح أحذية وبائعاً للسجائر المهربة، وبعد أن حاولت الحياة تحطيمه بكل الطرق، وفشلت.
وتعد رواية "وجوه" هي امتداد للخبز الحافي، بما تضمه من شذرات من حياة شكري بعد أن صار مؤلفاً مشهوراً، وبعد أن استوعب دروس الحياة دون تخليه عن موبقاتها. يقص علينا شكري حكايات عاهرات طنجة ومقامريها ومجاذيبها ومهاجريها، فنجده دائماً حاضراً في جميع الشخوص، جاعلاً من مدينته الساحرة ملكوتاً متكامل العناصر.
بطبيعة الحال، لم يسلم شكري من النقد ومن عداء أولئك الذين رأوا في كتاباته إساءة لمدينته وفضيحة لممارسات وتفاصيل لا يجدر بها أن تُنشر. يقول شكري:
"لقد بصق عليّ بعضهم في الشارع، في الحانات، في المؤسسات الرسمية وغير الرسمية وفي كل مكان لأني كاتب ملعون."
لا يرقى هذا العمل لمستوى الخبر الحافي، إذ أفقده "نضج" المؤلف طزاجة البداءات.
#Camel_bookreviews