إعجام > مراجعات رواية إعجام > مراجعة محمد الرزاز Mohammed Elrazzaz

إعجام - سنان أنطون
أبلغوني عند توفره

إعجام

تأليف (تأليف) 3.8
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

"ربّاه كيف تعوّدنا أن نسميها ثورات لكثرة ما رددنا ذلك، ونسينا أنها فورات أو عورات تظهر على تاريخنا. يصاب مجموعة من الساديين بضربة شمس ويعلِنون أنفسهم مخلّصين. يأخذون بتعذيب الشعب وامتطائه كدابّه لأطول فترة ممكنة لأنهم يكتشفون أن ذلك أسهل بكثير، وربما ألذ، من تحقيق وعودهم وشعاراتهم. ثم تأني مجموعة أخرى تطيح بالمجموعة الأولى وتجيء معها بسياط أطول وبشعارات أكثر رطانة وقيود مصنوعة من معدن أرخص، وهكذا." - إعجام للعراقي سنان أنطون 🇮🇶

يزخر الأدب العربي الحديث والمعاصر بمئات الروايات والقصص عن السجون والمعتقلات في عالمنا العربي، ومصائر أولئك الذين تعرضوا للغبن والقهر والتعذيب بأيدي زبانية أنظمة قمعية مثل النظام الناصري ونظام صدام حسين ونظام بشار الأسد، على سبيل المثال لا الحصر.

وفي هذا العمل، يستعير أنطون مذكرات بطل الرواية كي يحدثنا بلسان الهذيان عما تعرض له شباب العراق من جرائم حطمتهم وسلبت حتى الطلقاء منهم الحق في حياة طبيعية، إذ صار الخوف أقرب إليهم من حبل الوريد، فمارسوا الرقابة على أنفسهم وعلى خلانهم لاتقاء الشبهات التي تطعن في وطنيتهم أو إخلاصهم للقائد (صدام) وللحزب (البعث)، فالمزحة قد تدفع بأحدهم إلى حبل المشنقة، والتخلّف عن مسيرة تأييد قد تؤدي إلى اتهام الشخص بالشيوعية ومن ثم إعدامه.

ومن خلال المذكرات الغير متراتبة زمنياً، ينقل إلينا أنطون شتات الوجدان وتشوش الذاكرة حين تعرّض الإنسان إلى ما يفوق قدرته على التحمل، فيختل المنطق ويتقعّر المكان والزمان، فتلمح حطام إنسان كان ذات يوم شخصاً لديه أصدقاء وأحباب وهوايات وأحلام وطموحات، قبل أن يقع في مصيدة وحش لا يرحم تطال أذرعه كل شيء وتستشعر قرونه حتى الأفكار والمشاعر.

#Camel_bookreviews

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق